عمدة القاري - العيني - ج ١٤ - الصفحة ٢٩١
في ذمة كافر)، وللجزء الثالث، وهو قوله: ومن صلى ركعتين عند القتل. في قوله: (قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين).
ذكر رجاله وهم خمسة: الأول: أبو اليمان الحكم بن نافع. الثاني: شعيب بن أبي حمزة. الثالث: محمد بن مسلم الزهري. الرابع: عمرو، بفتح العين المهملة، وقال بعض أصحاب الزهري: عمر، بضم العين، وقال يونس من رواية أبي صالح عن الليث عن يونس وابن أخي الزهري وإبراهيم بن سعد، عمر، بضم العين، غير أن إبراهيم نسبه إلى جده، فقال: عمر بن أسيد. قال البخاري في (تاريخه): الصحيح: عمرو بن أبي سفيان بن أسيد، بفتح الهمزة وكسر السين المهملة: ابن جارية بالجيم الثقفي حليف لبني زهرة، بضم الزاي وسكون الهاء. الخامس: أبو هريرة، رضي الله تعالى عنه.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في التوحيد عن أبي اليمان أيضا وفي المغازي عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه أبو داود في الجهاد عن موسى بن إسماعيل وعن محمد بن عوف عن أبي اليمان، وأخرجه النسائي في السير عن عمران بن بكار، وفيه الشعر دون الدعاء.
ذكر معناه: قوله: (عشرة رهط)، الرهط من الرجال ما دون العشرة، وقيل: إلى أربعين، ولا يكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه. وقال محمد بن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة. قال: (قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رهط من عضل والقارة، وقالوا: يا رسول الله! إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام، فبعث معهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نفرا ستة من أصحابه، وهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب وهو أمير القوم، وخالد بن بكير الليثي حليف بني عدي أخو بني حججبي، وثابت بن أبي الأفلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق، والأصح ما قاله البخاري: عشرة رهط وأميرهم عاصم بن ثابت، على ما مر. قوله: (سرية)، نصب على البيان، والسرية: طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وجمعها السرايا: سموا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء السري النفيس، وقيل: سموا بذلك لأنهم ينفذون سرا وخفية وليس بوجه، لأن لام السر: راء، وهذه: ياء، وهذه السرية تسمى: سرية الرجيع، وهي غزوة الرجيع. قال ابن سعد: كانت في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا، وذكرها ابن إسحاق: في صفر سنة أربع من الهجرة، والرجيع على ثمانية أميال من عسفان. وقال الواقدي: سبعة أميال. وقال البكري: الرجيع، بفتح أوله وبالعين المهملة في آخره: ماء لهذيل لبني لحيان منهم بين مكة وعسفان بناحية الحجاز، وعسفان قرية جامعة منها إلى كراع الغميم ثمانية أميال، والغميم، بالغين المعجمة: واد، والكراع: جبل أسود عن يسار الطريق شبيه بالكراع، ومن كراع الغميم إلى بطن مر خمسة عشر ميلا، ومن مر إلى سرف سبعة أميال، ومن سرف إلى مكة ستة أميال. قوله: (عينا)، أي: جاسوسا، وانتصابه على أنه بدل من: سرية. قوله: (وأمر)، بتشديد الميم من التأمير، أي: جعل عاصم بن ثابت أميرا على الرهط المذكور، وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، واسمه قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك، بن عوف ابن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري، يكنى أبا سليمان شهد بدرا، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، لأن أم عاصم جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح، أخت عاصم بن ثابت، وكان اسمها: عاصية، فسماها رسول الله، صلى الله عليه وسلم جميلة، وقيل: هو خاله لا جده. قوله: (بالهداة)، بفتح الهاء وسكون الدال المهملة وفتح الهمزة، وهو: موضع بين عسفان ومكة. قوله: (ذكروا)، على صيغة المجهول. قوله: (من هذيل)، هو ابن مدركة بن الياس بن مضر، قال ابن دريد: من الهذل، وهو الاضطراب. قوله: (بنو لحيان)، بكسر اللام، وحكى صاحب (المطالع) فتحها، ولحيان من هذيل، وقال الرشاطي: إنهم من بقايا جرهم دخلوا في هذيل، وعن ابن دريد: اشتقاقه من اللحى، واللحي من قولهم: لحيت العود ولحوته: إذا قشرته. قوله: (فنفروا لهم)، بتشديد الفاء أي: استنجدوا لأجلهم قريبا من مائتي رجل. وفي رواية: (فنفر إليهم قريب من مائة رجل)، بتخفيف الفاء أي: خرج إليهم، فكأنه قال: نفروا مائتي رجل، ولكن ما تبعهم إلا مائة. وفي رواية أخرى: (فنفذوا)، بالذال المعجمة.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»