عمدة القاري - العيني - ج ١٤ - الصفحة ٢١٣
الخير والشر معا من غير فرق بين فعليهما. ومنه قوله تعالى: * (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) * (الأنبياء: 53). وإنما مشى قيصر شكرا لاندفاع فارس عنه، ومنه الحديث: من أبلى فذكر فقد شكر، والإيلاء الإنعام والإحسان، يقال: بلوت الرجل وأبليت عنده بلاء حسنا، والابتلاء في الأصل: الاختيار والامتحان، يقال: بلوته وابتليته وأبليته. قوله: (قال ابن عباس: فأخبرني أبو سفيان) هكذا، ويروى أبو سفيان بن حرب. قوله: (فوجدنا)، بفتح الدال فعل ومفعول. وقوله: (رسول قيصر) بالرفع فاعله، وقيل: يروي بالعكس. قوله: (ببعض الشام)، قيل: غزة المدينة المشهورة. قوله: (فأدخلنا عليه)، على صيغة المجهول. قوله: (أدنوه)، بفتح الهمزة أمر من الأدناء أي قربوه قوله (عند كتفي) بتشديد الياء قوله (من أن يأمر بسكون الهمزة وضم الثاء المثلثة، معناه: من أن يروى ويحكى، وقال ابن فارس: أثرت الحديث إذا ذكرته عن غيرك. قوله: (فصدقته)، كذا بالضمير المنصوب، ويروى: (فصدقت)، بدون الضمير. قوله: (من ملك)، بكسر اللام ويروى: (من ملك)، بفتح اللام على صورة الفعل الماضي، وكلمة: من، حرف الجر في الأول، وفي الثاني: اسم موصول. قوله: (دولا) بضم الدال، وهو ما يتداول بينهم فتارة يكون لبعض وتارة يكون لآخرين. قوله: (وسجالا)، بكسر السين قد مر معناه مستقصى. قوله: (يدال علينا)، بضم الياء على صيغة المجهول. قوله: (وندال)، بضم النون على صيغة المجهول أيضا معناه يغلبنا مرة ونغلبه أخرى. قوله: (يأتم بقوله) أي: يقتدي به، وهناك يأتسي بقول، ويروى: (يتأسى). قوله: (لم يكن ليدع الكذب)، بكسر اللام أي: ليترك. قوله: (وكذلك الرسل تبتلى)، أي: تختبر بالغلبة عليهم ليعلم صبرهم. قوله: (فتكون لها العاقبة)، ويروى: (له)، والضمير في: له، يرجع إلى قوله: إلى هذا الرجل، فيما مضى، وكذلك الضمائر التي في قوله: منه، وقاتلتموه، وحربه، ونسبه، وأنه، وقبله، وتتهمونه، وآبائه، ويتبعونه، واتبعوه، ولدينه، وعليه، وأنه، وإليه، ولقيه، وعنده، وقدميه، ونخافه، وأمره، قوله: (فيوشك)، أي: يسرع في ذلك.
2492 حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فأمر فدعي له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء فقال نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (ثم ادعهم إلى الإسلام). وعبد العزيز يروي عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في فضل علي، رضي الله تعالى عنه، عن قتيبة. وأخرجه مسلم أيضا عن قتيبة في الفضائل.
قوله: (يوم خيبر)، ويوم خيبر كان في أول سنة سبع. وقال موسى بن عقبة: لما رجع رسول الله، صلى الله عليه وسلم من الحديبية مكث بالمدينة عشرين يوما، أو قريبا من ذلك، ثم خرج إلى خيبر وهي التي وعدها الله تعالى إياه، وحكى موسى عن الزهري أن افتتاح خيبر في سنة ست، والصحيح أن ذلك في أول سنة سبع. قوله: (لأعطين الراية)، أي: العلم، وقال ابن إسحاق عن عمرو بن الأكوع، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، رضي الله تعالى عنه، إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهدهم، ثم بعث الغد عمر، رضي الله تعالى عنه، فقاتل عمر ثم رجع ولم يكن فتح، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار، قال سلمة: فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وهو يومئذ أرمد، فتفل في عينيه، ثم قال: خذ هذه الراية وامض بها حتى يفتح الله عليك بها، فخرج وهو يهرول هرولة وأنا لخلفه
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»