عمدة القاري - العيني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣
9122 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن سعد عن أبيه قال عبد الرحمان بن عوف رضي الله تعالى عنه لصهيب اتق الله ولا تدع إلى غير أبيك فقال صهيب ما يسرني أن لي كذا وكذا وأني قلت ذلك ولاكني سرقت وأنا صبي.
مطابقته للترجمة تؤخذ من تتمة قصته، وهي أن كلبا ابتاعه من الروم فاشتراه ابن جدعان فاعتقه، وقد ذكرناه عن قريب، وغندر بضم الغين المعجمة: هو محمد بن جعفر البصري، وسعد هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله تعالى عنه. والحديث من أفراده.
قوله: (قال عبد الرحمن بن عوف لصهيب: إتق الله...) إلى آخره إنما قال عبد الرحمن ذلك لأن صهيبا كان يقول: إنه ابن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل، نسبه إلى أن ينتهي إلى النمر بن قاسط، وأن أمه من بني تميم، وكان لسانه أعجميا لأنه ربي بين الروم فغلب عليه لسانهم. فإن قلت: وروى الحاكم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر، رضي الله تعالى عنه، لصهيب: ما جدت عليك في الإسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى، وإنك لا تمسك شيئا، وتدعى إلى النمر بن قاسط، فقال: أما الكنية، فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كناني. وأما النفقة، فإن الله تعالى يقول: * (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) *. وأما النسب، فلو كنت من روثة لانتسبت إليها، ولكن كان العرب يسبي بعضهم بعضا، فسباني ناس بعد أن عرفت مولدي وأهلي، فباعوني، فأخذت بلسانهم يعني بلسان الروم قلت: سياق الحديث يدل على أن المراجعة كما كانت بين صهيب وبين عبد الرحمن كانت كذلك بينه وبين عمر بن الخطاب. قلت: النمر بن قاسط في ربيعة بن نزار، وهو النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. قوله: (اتق الله)، أي: خف الله ولا تنتسب إلى غير أبيك، فكأن عبد الرحمن كان ينكر عليه ذلك، ولا يحمله إلا على خلافه، فأجاب صهيب بقوله: (ما يسرني أن لي كذا وكذا).
0222 حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث أو أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة هل لي فيها أجر قال حكيم رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك من خير..
مطابقته للترجمة فيما تضمنه الحديث من وقوع الصدقة والعتاقة من المشرك، فإنه يتضمن صحة ملك المشرك لأن صحة العتق متوقفة على صحة الملك فيطابق هذا قوله في الترجمة وهبته وعتقه، وأبو اليمان الحكم بن نافع، والحديث مضى في كتاب الزكاة في: باب من تصدق في الشرك، ثم أسلم، فإنه أخرجه هناك: عن عبد الله بن محمد عن هشام عن معمر عن الزهري عن عروة إلى آخره.
قوله: (أرأيت أمورا؟) وهناك: أرأيت أشياء. وقوله: (أو أتحنت)، غير مذكور هناك، وفي التلويح: أتحنث أو أتحنت، كذا في نسخة السماع الأول بالثاء المثلثة والثاني بالتاء المثناة، وعليها تمريض وفي بعض النسخ بالعكس، كذا ذكره ابن التين، قال: ولم يذكر أحد من اللغويين التاء المثناة، وإنما هو المثلثة كما جاء في حديث حراء، (فيتحنث) أي: فيتعبد، وفي (المطالع) قول حكيم بن حزام: (كنت أتحنت) بتاء مثناة، رواه المروزي في: باب من وصل رحمه، وهو غلط من جهة المعنى، وأما الرواية فصحيحة، والوهم فيه من شيوخ البخاري بدليل قول البخاري: ويقال أيضا عن أبي اليمان: (أتحنث أو أتحنت)، على الشك، والصحيح الذي رواه الكافة بالثاء المثلثة. وقال الكرماني: ويروى: (أتحبب)، من المحبة، والله تعالى أعلم.
101 ((باب جلود الميتة قبل أن تدبغ)) أي: هذا باب في بيان حكم جلود الميتة قبل دباغها، هل يصح بيعها أم لا؟ وسنوضح في الحديث جواز بيعها.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»