عمدة القاري - العيني - ج ٩ - الصفحة ٧٨
تعالى: * (وآتوا حقه يوم حصاده) * (الأنعام: 141). واختلفوا في قوله: * (حقه) * (الأنعام: 141). فعن ابن عباس: هي الواجبة، وعن ابن عمر: هو شيء سوي الزكاة، وبه قال عطاء وغيره، وللترجمة الثانية تعلق بالترك، ولكنه ذكره بلفظ الاستفهام لاحتمال أن يكون النهي خاصا بمن لا يحل له تناول الصدقة. فإن قلت: الصبي لا يتوجه إليه الخطاب؟ قلت: وليه يخاطب بتأديبه وتعليمه. قوله: (فيمس)، بالنصب لأنه جواب الاستفهام.
5841 حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي قال حدثنا أبي قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل فيجيء هاذا بتمره وهاذا من تمره حتى يصير عنده كوما من تمر فجعل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما يلعبان بذالك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجها من فيه فقال أما علمت أن آل محمد صلى الله عليه وسلم لا يأكلون الصدقة.
مطابقته للترجمتين ظاهرة لأن مطابقته للأولى في قوله: (عند صرام النخل)، وللثانية في قوله: (فجعل الحسن..) إلى آخره.
ذكر رجاله: وهم: خمسة: الأول: عمر بن محمد بن الحسن المعروف بابن التل، بفتح الثاء المثناة من فوق وتشديد اللام: الأسدي، بسكون السين المهملة. وحكى الغساني: الأزدي، بالزاي بدل السين، مات سنة خمسين ومائتين. الثاني: أبوه محمد بن الحسن أبو جعفر، مات سنة مائتين. الثالث: إبراهيم بن طهمان، بفتح الطاء المهملة وسكون الهاء، مر في: باب القسمة وتعليق القنو في المسجد. الرابع: محمد بن زياد، بكسر الزاي وخفة الياء آخر الحروف، مر في: باب غسل الأعقاب. الخامس: أبو هريرة.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: القول في موضع واحد. وفيه: القول في موضع واحد. وفيه: أن شيخه من أفراده وأنه أول ما ذكره هنا وأنه وأباه كوفيان وإبراهيم هروي سكن نيسابور، ثم سكن مكة وأن محمد بن زياد مدني. وفيه: رواية الابن عن الأب.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره قد أخرج البخاري، رحمه الله تعالى، هذا الحديث من طريق شعبة: عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن قريب يأتي في: باب ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه أيضا في الجهاد: عن محمد بن بشار. وأخرجه مسلم من طريق شعبة هذا عن محمد هو: ابن زياد، سمع أبا هريرة يقول: (أخذ الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنهما، تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كخ كخ إرم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟) وفي رواية له: (أنا لا تحل لنا الصدقة). وأخرجه النسائي في (السير): عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث عن شعبة.
وفي الباب عن أبي رافع، وأنس وأبي هريرة والحسن بن علي وابن عباس وعبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن علقمة ومعاوية بن حيدة وعبد المطلب بن ربيعة وأبي ليلى وبريدة بن حصيب وسلمان الفارسي وهرمز أو كيسان مولى النبي صلى الله عليه وسلم ورشيد بن مالك وميمون أو مهران والحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم. فحديث أبي رافع أخرجه أبو داود، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا شعبة عن الحكم عن ابن رافع (عن أبي رافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة من بني مخزوم، فقال لأبي رافع: إصحبني فإنك تصيب منها. فقال: حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فاسأله، فأتاه فسأله، فقال: مولى القوم من أنفسهم، وإنا لا تحل لنا الصدقة)، واسم أبي رافع: إبراهيم أو أسلم أو ثابت أو هرمز مولى النبي صلى الله عليه وسلم، واسم ابنه عبيد الله، كاتب علي، رضي الله تعالى عنه. قوله: (ورجلا)، هو الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي. وأخرجه النسائي أيضا عن عمرو بن علي عن يحيى عن شعبة. وحديث أنس أخرجه الشيخان، وسنذكره إن شاء الله تعالى. وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم، ولفظه: (والله إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي. أو
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»