عمدة القاري - العيني - ج ٥ - الصفحة ٢٦٥
لأن سكناه كان بجوار المقبرة. الخامس: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. السادس: أم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها.
ذكر لطائف أسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: القول في موضعين. وفيه: أن رواته كلهم مدنيون. وفيه: أن شيخ البخاري من أفراده. وفيه: رواية التابعي عن التابعي عن الصحابية. وفيه: أربعة من الرواة لم يسموا: أحدهم مذكور بالنسبة، والآخرون مذكورون بالكنية.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في اللباس عن محمد بن أبي بكر عن معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن المقبري به. وأخرجه مسلم في الصلاة عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله بن عمر به. وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة عن الليث عن ابن عجلان عن سعيد المقبري. وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة بتمامه. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر مختصرا.
ذكر معناه: قوله: (حصير)، قال الجوهري: الحصير البارية قلت: هو المتخذ من البردى وغيره، يبسط في البيوت. قوله: (يبسطه بالنهار) جملة في محل الرفع على أنه صفة لحصير. قوله: (ويحتجره) بالراء المهملة في رواية الأكثرين، ومعناه: يتخذه مثل الحجرة فيصلي فيها، وفي رواية الكشميهني: (يحجزه)، بالزاي أي: يجعله حاجزا بينه وبين غيره. قوله: (فثاب إليه ناس)، بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة من: ثاب الناس إذا اجتمعوا وجاؤا. وقال الجوهري: ثاب الرجل يثوب ثوبا وثوبانا: رجع بعد ذهابه، وثاب الناس اجتمعوا وجاؤا، وكذلك: ثاب الماء إذا اجتمع في الحوض، ومنه المثابة وهو الموضع الذي يثاب إليه أي: يرجع إليه مرة بعد أخرى، ومنه قوله تعالى: * (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس) * (البقرة: 125). لأن أهله يتصرفون في أمورهم ثم يثوبون إليه أي يرجعونن، هذا هكذا في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني والسرخسي: (فثار إليه ناس)، بالثاء المثلثة والراء من: ثار يثور ثورا وثورانا إذا انتشر وارتفع. قاله ابن الأثير. وقال الجوهري: إذا سطع، وقال غيره: الثوران الهيجان، والمعنى ههنا ارتفع الناس إليه، ويقال: ثار به الناس إذا وثبوا عليه، ووقع عند الخطابي: آبوا، أي: رجعوا يقال: آب يؤب أوبا وأوبة وإيابا، والأواب التائب، والمآب المرجع. قوله: (فصلوا وراءه) أي: وراء النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج هذا الحديث مختصرا، ولعل مراده منه بيان أن الحجرة المذكورة في الحديث الذي رواه عن عمرة عن عائشة المذكور قبل هذا الباب كانت حصيرا، والأحاديث يفسر بعضها بعضا، وكل موضع حجر عليه فهو حجرة، وفي حديث زيد بن ثابت الآتي ذكره الآن: (اتخذ حجرة، قال: حسبت أنه قال: من حصير)، وجاء في رواية: (احتجر بخصفة أو حصير في المسجد)، وفي رواية: (صلى في حجرتي)، رواه عمرة عن عائشة، وفي رواية: (فأمرني فضربت له حصيرا يصلي عليه)، ولعل هذه كانت في أحوال.
731 حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال حسبت أنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاتهه ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم. فقال قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. قال عفان حدثنا وهيب قال حدثنا موسى قال سمعت أبا النضر عن بسر عن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مطابقته للترجمة ظاهرة، لأن الحديث في صلاة الليل.
ذكر رجاله: وهم: كلهم ذكروا، فعبد الأعلى بن حماد، بتشديد الميم: ابن نصر أبو يحيى، مر في: باب الجنب يخرج، ووهيب ابن خالد مر في: باب من أجاب الفتيا، وموسى بن عقبة ابن أبي عياش الأسدي. وسالم أبو النضر، بسكون الضاد المعجمة: وهو ابن أبي أمية، مر في: باب المسح على الخفين. وبسر، بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة: ابن سعيد، مر في: باب الخوخة في المسجد. وزيد بن ثابت الأنصاري كاتب الوحي، مر في: باب إقبال الحيض.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 267 268 269 ... » »»