عمدة القاري - العيني - ج ٥ - الصفحة ٢١٥
فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس فقلنا لا وهم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المخضب فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس فقلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي لصلاة العشاء الآخرة فأرسل النبي إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام ثم إن النبي وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي بأن لا يتأخر قال أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر قال فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي والناس بصلاة أبي بكر والنبي قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي قال هات فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئا غير أنه قال أسمعت لك الرجل الذي كان مع العباس قلت لا قال هو علي) مطابقته للترجمة في قوله ' فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي ' وكون الإمام جعل ليؤتم به ظاهر ههنا.
(ذكر رجاله) وهم خمسة. الأول أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله التميمي اليربوعي الكوفي. الثاني زائدة بن قدامة البكري الكوفي. الثالث موسى بن أبي عائشة الهمداني أبو بكر الكوفي. الرابع عبيد الله بتصغير العبد ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود أبو عبد الله الهذلي أحد الفقهاء السبعة مات سنة ثمان وتسعين. الخامس أم المؤمنين عائشة.
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه العنعنة في موضعين وفيه القول في ثلاثة مواضع وفيه أن الثلاثة الأول من الرواة كوفيون وفيه شيخ البخاري مذكور باسم جده.
(ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أما البخاري فإنه أخرجه هذا الحديث مقطعا ومطولا ومختصرا في مواضع عديدة قد ذكرنا أكثرها وأخرجه هنا عن أحمد بن يونس ووافقه في ذلك مسلم وأخرجه عن زائدة عن موسى بن أبي عائشة به وأخرجه النسائي في الصلاة عن ابن عباس العنبري عن ابن مهدي عن زائدة به وفي الوفاة عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن زائدة (ذكر معناه) قوله ' ألا ' للعرض والاستفتاح قوله ' بلى ' بمعنى نعم أحدثك قوله ' لما ثقل ' بضم القاف يعني لما اشتد مرضه وقد استقصينا الكلام فيه في باب الغسل والوضوء في المخضب وفي حد المريض أن يشهد الجماعة وغيرهما ونذكر ههنا بعض شيء مما يحتاج إليه لسرعة الوقوف عليه قوله ' أصلى الناس ' الهمزة فيه للاستفهام والاستخبار قوله ' فقلنا لا ' ويروى ' قلنا ' بدون الفاء قوله ' وهم ينتظرونك ' الواو فيه للحال قوله ' ضعوا لي ماء ' باللام وفي رواية المستملي والسرخسي ' ضعوني ' بالنون والكرماني ذهل عن رواية الجمهور التي هي باللام وسأل على رواية النون فقال القياس باللام لا بالنون لأن الماء مفعول وهو لا يتعدى إلى مفعولين ثم أجاب بأن الوضع ضمن معنى الإيتاء أو لفظ الماء تمييز عن المخضب مقدم عليه أن جوزنا التقديم أو هو منصوب بنزع الخافض (قلت) كل هذا تعسف إلا معنى التضمين فله وجه قوله ' في المخضب ' بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة وفي آخره باء موحدة وهو المركن أي الإجانة قوله ' ففعلنا فاغتسل ' ويروى ' ففعلنا فقعد فاغتسل ' قوله ' فذهب ' بالفاء وفي رواية الكشميهني ' ثم ذهب ' قوله ' لينوء ' بضم النون بعدها همزة أي لينهض بجهد وقال الكرماني وينوء كيقوم
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»