عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ٢٦
وقالت باصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض أو إنه لرسول الله حقا فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أري أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام) مطابقة الحديث للترجمة في قوله ' عليك بالصعيد فإنه يكفيك '.
(ذكر رجاله) وهم خمسة * الأول مسدد بن مسرهد تقدم * الثاني يحيى بن سعيد القطان قال بندار ما أظن أنه عصى الله تعالى قط قد تقدم * الثالث عوف الأعرابي يقال له عوف الصدوق تقدم في باب اتباع الجنائز من الإيمان * الرابع أبو رجاء بفتح الراء وتخفيف الجيم وبالمد العطاردي اسمه عمران بن ملحان بكسر الميم وسكون اللام وبالحاء المهملة قال البخاري الأصح أنه ابن تيم أدرك زمان الرسول ولم يره وأسلم بعد الفتح وأتى عليه مائة وعشرون سنة مات في سنة بضع ومائة. الخامس عمران بن حصين بضم الحاء المهملة وفتح المهملة أيضا أسلم عام خيبر وروي له عن رسول الله مائة حديث وثمانون حديثا للبخاري منها اثنى عشر بعثه عمر رضي الله تعالى عنه إلى البصرة ليفقههم وكانت الملائكة تسلم عليه وكان قاضيا بالبصرة ومات بها سنة اثنتين وخمسين (ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع وفيه العنعنة في موضع واحد وفيه القول وفيه حدثنا يحيى وفي بعض النسخ حدثني يحيى وفيه مسدد بن مسرهد في رواية أبي ذر وفي رواية غيره مسدد بذكره وحده وفيه أن رواته كلهم بصريون.
(ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أخرجه البخاري أيضا في علامات النبوة عن أبي الوليد عن سلم بن زرير وأخرجه مسلم في الصلاة عن أحمد بن سعيد الدارمي وعن إسحاق بن إبراهيم وفي المستدرك من حديث الحسن عن عمران ' نمنا عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس فأمر المؤذن فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم أقام المؤذن فصلى الفجر ' وقال صحيح على ما قدمنا ذكره في صحة سماع الحسن عن عمران وعند الدارقطني من حديث الحسن عنه ' فصلى ركعتي الفجر حتى إذا أمكننا الصلاة صلينا ' وعند أحمد ' فلما كان آخر الليل عرس فلم نستيقظ حتى أيقظنا حر الشمس فجعل الرجل يقوم دهشا إلى طهوره قال فأمرهم النبي أن يسكنوا ثم ارتحلوا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ ثم أمر بلالا فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم أقام فصلينا فقالوا يا رسول الله ألا نعيدها في وقتها من الغد قال أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقبله منكم ' وفي صحيح ابن خزيمة فقال ' إنما التفريط في اليقظة ' وعند ابن حزم من حديث إسماعيل بن مسلم حدثنا أبو رجاء ' ثم إن الجنب وجد الماء بعد فأمره أن يغتسل ولا يعيد الصلاة ' وعند مسلم من حديث ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة ' أن رسول الله حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس قال لبلال اكلأ لنا الليل فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته فغلبته عيناه فلم يستيقظ ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس فكان رسول الله أولهم استيقاظا فقال أي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ' وعنده أيضا من حديث أبي قتادة ' كنا مع النبي سبعة رهط فمال عن الطريق فوضع رأسه ثم قال احفظوا علينا صلاتنا فكان أول من استيقظ رسول الله والشمس في ظهره وقمنا فزعين ' فذكر حديث الميضأة مطولا ' وإن الناس فقدوا نبيهم فقال أبو بكر وعمر رسول الله يعدكم لم يكن ليخلفكم وقال الناس رسول الله بين أيديكم ' وعند أبي داود من حديث خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح حدثنا أبو قتادة قال ' بعث رسول الله جيش الأمراء ' فذكره قال أبو عمر ابن عبد البر وقول خالد جيش الأمراء وهم عند الجميع لأن جيش الأمراء كان في موتة وهي سرية لم يشهدها رسول الله قال ابن حزم وقد خالف خالدا من هو أحفظ منه وعند أبي داود بسند صحيح من حديث جامع بن شداد سمعت عبد الرحمن ابن أبي علقمة عن ابن مسعود قال ' أقبل النبي من الحديبية ليلا فنزلنا دهاشا من الأرض فقال من يكلأنا فقال بلال أنا قال إذا تنام قال لا فنام بلال حتى طلعت الشمس فاستيقظ فلان وفلان فيهم عمر رضي الله عنه فقال اهضبوا ' أي
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»