شرح مسلم - النووي - ج ١٧ - الصفحة ١٧٧
فالنيل بمصر والفرات بالعراق وسيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون ببلاد خراسان ففي كلامه انكار من أوجه أحدهما قوله الفرات بالعراق وليس بالعراق بل هو فاصل بين الشام والجزيرة والثاني قوله سيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون فجعل الأسماء مترادفة وليس كذلك بل سيحان غير سيحون وجيحان غير جيحون باتفاق الناس كما سبق الثالث أنه ببلاد خراسان وأما سيحان وجيحان ببلاد الأرمن بقرب الشام والله أعلم وأما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان ذكرهما القاضي عياض أحدهما أن الايمان عم بلادها أو الأجسام المتعذبة بمائها صائرة إلى الجنة والثاني وهو الأصح أنها على ظاهرها وأن لها مادة من الجنة والجنة مخلوقة موجودة اليوم عند أهل السنة وقد ذكر مسلم في كتاب الايمان في حديث الاسراء أن الفرات والنيل يخرجان من الجنة وفى البخاري من أصل سدرة المنتهى قوله صلى الله عليه وسلم (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) قيل مثلها في رقتها وضعفها كالحديث الآخر أهل اليمن أرق قلوب وأضعف أفئدة وقيل في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفا وفزعا كما قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان المراد قوم غلب عليهم الخوف كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم وقيل المراد متوكلون والله أعلم قوله (حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا أبو النضر حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن أبي سلمة عن أبي هريرة) هكذا وقع هذا الاسناد في عامة النسخ ووقع في بعضها حدثنا أبي عن الزهري عن أبي سلمة فزاد الزهري قال أبو علي الغساني والصواب هو الأول قال وكذلك خرجه أبو مسعود في الأطراف قال ولا أعلم لسعد بن إبراهيم رواية عن الزهري وقال الزهري وقال الدارقطني في كتاب العلل لم يتابع أبو النضر على وصله عن أبي هريرة قال والمحفوظ عن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة مرسلا كذا رواه يعقوب وسعد بن إبراهيم بن سعد قال والمرسل الصواب هذا كلام الدارقطني والصحيح أن هذا الذي ذكره لا يقدح في صحة الحديث فقد سبق في أول هذا الكتاب أن الحديث إذا روى متصلا مرسلا كان محكوما
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 2
2 الحث على ذكر الله تعالى 2
3 أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها 5
4 العزم في الدعاء 6
5 كراهة تمني الموت لنزول ضر 7
6 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه 9
7 فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى وحسن الظن به 11
8 كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا 13
9 فضل مجالس الذكر 14
10 فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار 16
11 فضل التهليل والتسبيح والدعاء 17
12 فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر 21
13 باب التوبة 24
14 استحباب خفض الصوت بالذكر الا في المواضع التي ورد الشرع برفعه فيها كالتلبية وغيرها واستحباب الاكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله 25
15 الدعاء والتعوذ 28
16 الدعاء عند النوم 32
17 باب الأدعية 38
18 التسبيح أول النهار وعند النوم 44
19 استحباب الدعاء عند صياح الديك 46
20 دعاء الكرب 47
21 فضل سبحان الله وبحمده 48
22 فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب 49
23 استحباب حمد الله تعالى بعد الاكل والشرب 51
24 بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول دعوت لم يستجب لي 51
25 كتاب الرقاق 52
26 أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء 52
27 قصة أصحاب النار الثلاثة والتوسل بصالح العمل 55
28 كتاب التوبة 59
29 سقوط الذنوب بالاستغفار توبة 64
30 فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا 65
31 سعة رحمة الله تعالى وأنها تغلب غضبه 68
32 قبول التوبة من الذنوب وان تكررت الذنوب والتوبة 75
33 غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش 76
34 قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات 79
35 قبول توبة القاتل وان كثر قتله 82
36 سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار 85
37 حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه 87
38 حديث الإفك وقبول توبة القاذف 102
39 براءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة 118
40 كتاب صفات المؤمنين و أحكامهم 120
41 كتاب صفة القيامة والجنة والنار 129
42 البعث والنشور وصفه الأرض يوم القيامة 134
43 نزل أهل الجنة 135
44 سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح 136
45 قوله تعالى ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى 139
46 باب الدخان 140
47 انشقاق القمر 143
48 باب في الكفار 146
49 طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا 147
50 جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا 149
51 مثل المؤمن كالزرع والمنافق والكافر كالارزة 151
52 مثل المؤمن مثل النخلة 153
53 باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل انسان قرينا 156
54 لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى 159
55 اكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة 162
56 الاقتصاد في الموعظة 163
57 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها 165
58 باب جهنم أعاذنا الله منها 178
59 فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة 192
60 صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهواله 195
61 الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار 197
62 عرض مقعد الميت عليه واثبات عذاب القبر 200
63 اثبات الحساب 208
64 الامر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 209