إلى أقصى بلاد الا سلام أن الإقامة فرادى قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى مذهب عامة العلماء أنه يكرر قوله قد قامت الصلاة الا مالكا فان المشهور عنه انه لا يكررها والله أعلم والحكمة في افراد الإقامة وتثنية الاذان لأن الأذان اعلام الغائبين فيكرر ليكون أبلغ في اعلامهم والإقامة للحاضرين فلا حاجة إلى تكرار ها ولهذا قال العلماء يكون رفع الصوت في الإقامة دونه في الاذان وإنما كرر لفظ الإقامة خاصة لأنه مقصود الإقامة والله أعلم فان قيل قد قلتم أن المختار الذي عليه الجمهور أن الإقامة احدى عشرة كلمة منها الله أكبر الله أكبر أولا وآخرا وهذا تثنية فالجواب ان هذا وإن كان صورة تثنية فهو بالنسبة إلى الاذان افراد ولهذا قال أصحابنا يستحب للمؤذن أن يقول كل تكبيرتين بنفس واحد فيقول في أول الاذان الله أكبر الله أكبر بنفس واحد ثم يقول الله أكبر الله أكبر بنفس آخر والله أعلم قوله (ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة) هو بضم الياء واسكان العين أي يجعلوا له علامة يعرف بها قوله (فذكروا أن ينوروا نارا) وفي الرواية الأخرى يوروا نارا بضم الياء واسكان الواو ومعناها متقارب فمعنى ينوروا أي يظهروا نورها ومعنى أي يوقدوا ويشعلوا يقال أوريت النار أي أشعلتها قال الله تعالى أفرأيتم النار التي تورون والله أعلم
(٧٩)