نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٨ - الصفحة ١٣٩
بلاء وطريح سقم وأوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل وإذا عرض شئ من أمر الآخرة فأبدأ به، وإذا عرض شئ من أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه.
وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء.
فإن قرين السوء يغر جليسه (4).
وكن لله يا بني عاملا وعن الخنا زجورا (5) وبالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، وواخ الإخوان في الله. وأحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وابغضه بقلبك وزائله بأعمالك لئلا تكون مثله، (6).

(٤) غره - (من باب مد) غرا وغرة - كهرة - وغرورا: خدعه، واطمعه في الباطل.
(٥) كذا في ما عندي من الأصول وما يحكى عنها، ومقتضى السياق ان يقال: (وعن الخناز اجرا)، ولعله عدل عنه للمبالغة.
(٦) وفى الحديث (٥٥) من باب النوادر من معاني الأخبار، ص ٣٩٥، معنعنا ان رسول الله (ص) قال لأصحابه: (اي عرى الايمان أوثق؟ قالوا:
الله ورسوله اعلم. فقال بعضهم: الصلاة. وقال بعضهم: الزكاة. وقال بعضهم: الصوم. وقال بعضهم: الحج والعمرة. وقال بعضهم: الجهاد.
فقال صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله، وتولي أولياء الله والتبري من أعداء الله عز وجل).
وفى الحديث (٥٨) معنعنا انه (ص) قال لبعض أصحابه يوما:
(يا عبد الله احبب في الله، وابغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله الا بذلك، ولا يجد الرجل طعم الايمان وان كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صار مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا)، فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله، ومن ولى الله عز وجل حتى أواليه، ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام، فقال: أترى هذا؟ قال: بلى.
قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك.
وفى الحديث (٨) من باب النوادر من معاني الأخبار: ٢، ٣٨٠، معنعنا قال: قال الإمام الصادق عليه السلام: طوبى لعبد نومة، عرف الناس فصاحبهم ببدنه، ولم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه، فعرفوه في الظاهر، وعرفهم في الباطن.
وروي الشيخ المفيد (ره) في الحديث (٣٣٢) من الاختصاص، ص ٢٣٠ وفى الحديث العاشر من المجلس (٢٣) من الأمالي ص ١١٧، معنعنا عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: صانع المنافق بلسانك، وأخلص ودك للمؤمن وان جالسك يهودي فأحسن مجالسته.
وهذا الحديث رواه أيضا في الرقم (٤٨) من باب النوادر من الفقيه: ٤، ص ٢٨٩، عن إسحاق بن عمار، عن الإمام الصادق (ع).
وروي في العقد الفريد: ١، ٣١٣، ط ٢، وأيضا في شرح المختار العاشر من قصار النهج من شرح ابن أبي الحديد: ١٨، ص ١٠٧، عن أبي الدرداء أنه قال: انا لنكشر (لنهش) في وجوه قوم (أقوام) وان قلوبنا لتلعنهم (لتقليهم خ).
وروى الصدوق (ره) في (الهداية كما في الحديث (٨٨) من باب التقية من البحار: 16، ص 231) والشيخ أبو الفتوح الرازي (ره) في تفسير الآية (27) من سورة آل عمران من تفسيره: 3، ص 5، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: الرياء مع المؤمن شرك، ومع المنافق في داره عبادة.
وروي أبو الفتوح أيضا عن ابن مسعود أنه قال: خالطوا الناس وصافحوهم (وصافوهم ظ) بما يشتهون، ودينكم لا تكلموه.
وعن صعصعة بن صوحان أنه قال لأسامة بن زيد: اني كنت أحب إلى أبيك منك، وأنت أحب إلي من ولدي، فأوصيك بخصلتين: خالص المؤمن، وخالق الكافر.
وقال الشاعر:
ودارهم ما دمت في دارهم) وأرضهم ما كنت في أرضهم وفى اثبات الوصية، ص 51: روي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود:
ان أردت ان أعطف عليك بقلوب عبادي فاحتجز الايمان بيني وبينك، وتخلق للناس بأخلاقهم.
وقال محمد بن الفضل الهاشمي لأبيه: لم تجلس إلى فلان، وقد عرفت عداوته؟ قال: اخبئ نارا، واقدح عن ود.
وقال المهاجر بن عباد الله:
واني لأقصي المرء من غير بغضة * وأدني أخا البغضاء مني على عمد ليحدث ودا بعد بغضاء أو أرى * له مصرعا يردي به الله من يردي وقال آخر:
تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم * ولاقهم بالجهل فعل أخي جهل وخلط إذا لاقيت يوما مخلطا * يخلط في قول صحيح وفى هزل فاني رأيت المرء يشقى بعقله * كما كان قبل اليوم يسعد بالعقل وقال دعبل (ره) أسقهم السم ان ظفرت بهم * وامزج لهم من لسانك العسلا
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المختار (13) وصيته عليه السلام إلى كميل. 5
2 المختار (14) في الحث على معاشرة الناس بالمعروف. 30
3 المختار (15) في التحذير عن الأشرار واليأس عن السلامة من السنة الهمج والرعاع. 33
4 بعض الآثار الواردة عن سائر المعصومين (ع) في ذلك. 38
5 بعض ما قاله الشعراء في ذلك. 48
6 بعض ما افاده الحكماء في الفرار عن سواد الناس. 52
7 المختار (16) في الحث على الصلاة والزكاة والجهاد. 55
8 بعض الاخبار المعاضدة للوصية الشريفة في عظمة الصلاة. 61
9 في شذرة أخرى من الأدلة الدالة على أهمية الزكاة. 63
10 في ذكر طرف من الاخبار الحاثة على الجهاد في سبيل الله. 66
11 المختار (17) وصيته (ع) عند لقاء أعدائه في الجمل وصفين ويوم النهروان 69
12 المختار (18) وصيته عليه السلام لما استخلف ابن عباس على البصرة وخرج منها 70
13 المختار (19) وصيته عليه السلام لمخنف بن سليم لما بعثه على الصدقة. 71
14 المختار (20) وصيته عليه السلام لشريح وتعليمه بعض آداب القضاء. 72
15 المختار (21 و 22) في الوصية بالتقوى وإقامة الحدود. 95
16 المختار (23) في الحث على متابعة الأئمة وعدم غشهم. 96
17 المختار (24) في الحث على الانزواء واخمال الذكر. 100
18 المختار (25) وصيته عليه السلام لمن بعثه لجباية الصدقات. 110
19 المختار (26) وصيته (ع) في الذب عن المؤمن والتحذير عن ظلم من لا ناصر له. 129
20 المختار (27) وصيته (ع) إلى الامام المجتبى: الحسن (ع). 137
21 المختار (28) في الحث على مكارم الأخلاق والتنبيه على عظمة العقل والنهي عن مساوي الأخلاق وذم الجهل. 165
22 المختار (29) في الايصاء بأداء حقوق الخالق والخلائق. 205
23 المختار (30) وهي الوصية الطويلة إلى كميل بن زياد (ره). 208
24 المختار (31) في الحث على الاتكال على الله وعدم الاهتمام بالرزق. 235
25 المختار (32) وصيته عليه السلام إلى أولاده لما ضربه ابن ملجم. 251
26 المختار (33) وصيته (ع) بحسن المعاشرة وطيب المجاورة. 252
27 المختار (34) وصيته عليه السلام بالاتصال بمن هو كريم الأصل، والانقطاع عمن هو خسيس المباني ودنئ المبادي. 273
28 المختار (35) وصيته (ع) في ما أوقفه (ع) من العيون والمزارع. 303
29 المختار (36) وصيته الطويلة لما حضرته (ع) الوفاة. 307
30 المختار (37 و 38) في الحث على الخير، والردع عن الشر. 323
31 المختار (39) في تقسيم الناس إلى الزاهد والصابر والراغب. 324
32 المختار (40) وصيته (ع) إلى زياد بن النضر لما امره على مقدمة جيشه. 326
33 المختار (41) وصيته (ع) أيضا إلى زياد بن النضر في التيقظ في امر الجيش. 328
34 المختار (42) تعليمه عليه السلام كيفية الحرب لجنده. 333
35 المختار (43) تعليمه عليه السلام أيضا كيفية الحرب لجنده. 335
36 المختار (44) في نهي جنده عن الابتداء بالحرب، وحثهم على المروءة عند انهزام عدوهم. 337
37 المختار (45) في حث أصحابه على الاستقامة على ما ينبغي عند الحرب 340
38 المختار (46) وصيته عليه السلام لجنده عند ملاقاة عدوهم. 342
39 المختار (47) أيضا وصيته عليه السلام لجيشه عند لقاء عدوهم. 343
40 المختار (48) أيضا وصيته عليه السلام لجنده في ساحة الحرب. 346
41 المختار (49) أيضا وصيته (ع) عسكره عند مواجهة العدو. 347
42 المختار (50) حث أصحابه على الجد والاستقامة في قتال عدوهم. 349
43 المختار (51) أيضا في تحضيض أصحابه على الحرب. 350
44 المختار (52) وصيته (ع) إلى عمرو بن العاص واخباره إياه بندمه عند الهلاك 356
45 المختار (53) وصيته (ع) لمعقل بن قيس لما بعثه لحرب خريت بن راشد 364
46 المختار (54) وصيته (ع) لجارية بن قدامة لما أرسله لدفع الطاغية بسر بن ارطاة. 365
47 المختار (55) أيضا وصية أخرى لجارية بن قدامة لما بعث إلى بسر. 366
48 المختار (56) وصيته عليه السلام لأهل بيته وخواص أصحابه لما ضربه اللعين. 368
49 المختار (57) وصيته عليه السلام لما ثقل من الضربة. 394
50 المختار (58) وصيته (ع) لولده لما حضرته الوفاة. 396
51 المختار (59) وصيته (ع) للحسن والحسين (ع) بعدما ضربه اللعين. 398
52 المختار (60) وصيته عليه السلام بأمور خمسة. 400
53 المختار (61) وصيته عليه السلام في الحث على القرآن. 402
54 المختار (62) عهده عليه السلام لمن بعثه على جباية الصدقات. 432
55 المختار (63) وصيته (ع) في أمواله ومواليه. 434
56 المختار (64) وصيته (ع) في ولائدي وأمهات أولاده. 462
57 المختار (65) وصيته (ع) لما أجاب الله تعالى واختار جواره. 475