دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١٥٧
(2) منذ القدم لاحظ الناس في بعض الافراد شيئا خارقا للعادة، وكان ذلك الشئ هو الاطلاع على حادث وقع في مكان يبعد عن مكان الرائي بمئات الأميال، أو قراءة أفكار الآخرين الخفية، أو التنبؤ بما سيقع لبعض الناس في الغد القريب أو البعيد.
وقد اعتبر القدماء هذه الظواهر شيئا صادقا ولكن لا سبيل إلى تعليله، وانتهت المسألة عند هذا الحد.
وغبرت القرون والناس يؤمنون بهذا حتى نجمت طلائع الثقافة الحديثة، فجرفت فيما جرفته من مخلفات القرون هذه الفكرة، استنادا إلى أن الروح لا واقع لها، فلا شئ من هذا يمكن أن يكون موضع إيمان وإذعان.
ولكن ظاهرة كهذه لا يمكن أن تذهب وتنسى بمثل هذه السهولة، فليس أمرا عاديا أن يتمتع إنسان من الناس بقوى خارقة تتجاوز كل قانون علمي معروف.
وهكذا عادت هذه الظاهرة ففرضت نفسها على العلماء من جديد، وغدت موضوعا للبحث العلمي عند علماء مشهورين مشهود لهم بدقة النظر، أمثال:
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 مقدمة الطبعة الأولى 9
3 المجتمع والطبقات الاجتماعية 13
4 فكرة المجتمع في نهج البلاغة 15
5 الطبقة الاجتماعية 21
6 القيمة العليا في الإسلام: التقوى والتقسيم الطبقي 29
7 مدخل إلى دراسة الطبقات في نهج البلاغة 45
8 العسكريون 51
9 القضاة 60
10 الولاة 68
11 الكتاب 75
12 الزراع 83
13 التجار والصناع 94
14 العمال ومن لا يستطيعون عملا 102
15 المجتمع القبلي، موقف الإمام من الروح القبلية 108
16 الحاكم 121
17 الحكم ضرورة لكل مجتمع 123
18 من شروط الحاكم 126
19 طبيعة الحكم عند الإمام، وعلاقة الحاكم بالشعب 129
20 حقوق الرعية على الحاكم 137
21 طبيعة الحق، وحقوق الحاكم على الرعية 140
22 التعاون بين الحكم والشعب 144
23 المغيبات 147
24 موقف الرفض للمغيبات 149
25 فلسفة موقف الرفض: نزعة التجريب: عرض ومناقشة 151
26 اهتمام العلم الحديث بطاقات الإنسان الخفية 157
27 التعليل العلمي لظاهرة المغيبات 161
28 المغيبات في نهج البلاغة 166
29 مغيبات أخرى ذكرها ابن أبي الحديد 185
30 الوعظ 197
31 تمهيد: أسلوب الوعاظ التقليديين الطريقة الصحيحة لدراسة النصوص 199
32 المثل الأعلى للحياة في الإسلام، والواقع الاجتماعي والسياسي حين تولى الإمام علي الحكم 202
33 إصلاحات الإمام علي وردود الفعل ضدها 209
34 النظرة الواقعية إلى الحياة في الإسلام والخلق العربي 221
35 موقف الإمام من العمل للدنيا موقفة من الفقر 229
36 اتباع الهوى وطول الأمل: ما يعني بهما الإمام؟ وما آثارهما في حياة الإنسان 236
37 الموعظة بالتاريخ وظيفة التاريخ 241
38 دعوة إلى التوازن بين الدنيا والآخرة 245
39 تناقض ظاهري في موقف الإمام معني الزهد وعناصره 251
40 نماذج من وعظ الإمام بتقلب الدنيا 257