المهدي المنتظر الإمام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً - مؤسسة در راه حق - ج ١ - الصفحة ١٠
الباطنية و غير ذلك و أن الله تعالى برحمته جعل الإمام أمير المؤمنين (ع) و بعده أحد عشر إماما من أبنائه واحدا بعد الآخر أوصياء للنبي (ص) و أئمة للأمة و من الواضح أن مهمة الإمام صاحب الزمان تشبه من حيث تمام جوانب الإمامة وظائف الأئمة الآخرين (ع)، و أنه لو لم تكن هناك موانع فإن عليه أن يظهر للناس لكي يستفيدوا منه، و إذا كان الأمر كذلك فلماذا كان غائبا منذ بدء حياته؟
و عند الإجابة على هذا السؤال نقول:
إن الإعتقاد بحكمة الله تعالى يجعل من غير اللازم أساسا نعرف فلسفة الغيبة بعد أن ثبتت ثبوتا قاطعا لا شك فيه، فلا يضرنا مطلقا إذن أن لا نعرف علة الغيبة و ذلك شبيه بتلك الموارد الكثيرة التي لا نعرف وجه الحكمة فيها، و إنما يكفينا فقط أن يثبت لدينا بالروايات الصحيحة و البراهين القوية أن الله العظيم أرسل حجته إلى الأمة و لكن كانت هناك بعض المصالح التي استدعت أن يبقى وراء ستار الغيبة و يبدو من بعض الروايات أن السبب الأصلي للغيبة سيعرف بعد ظهوره (ع) يقول: " إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب منها كل مبطل فقلت له: و لم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته، قال: وجه الحكمة في غيبة وجه الحكمة في غياب من تقدم من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر (ع) لموسى عليه السلام إلا بعد افتراقهما، يا بن الفضل إن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله و غيب من غيب الله و متى علمنا أن الله عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة و إن كان وجهها غير منكشف " (22).
على أنه يمكننا أن نعد للغيبة بعض الفوائد التي قد تكون بعض الأخبار قد أشارت إليه و منها:
1 - امتحان الأمة فإن إحدى فوائد غيبة صاحب الزمان هي امتحان الناس ليظهروا على واقعهم فتنكشف الفئة التي استبطنت السوء و عدم الإيمان، و تبدو ظاهرة متميزة عن الفئة التي تمكن الإيمان من
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 » »»