أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٤٨
وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة، كلما أكل عشرة جاء عشرة أخرى، يلقى لكل نفس منهم مد من رطب. وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم، الشيخ والعجوز والصبي والمريض والمرأة، ومن لا يقدر أن يجئ فيأكل منها، لكل إنسان منهم مد. فإذا كان الجذاذ أوفيت القوام والوكلاء والرجال أجرتهم، وأحمل الباقي إلى المدينة، ففرقت في أهل البيوتات والمستحقين الراحلتين والثلاثة، والأقل والأكثر، على قدر استحقاقهم (١). وكان " عليه السلام " يوصي أحدهم فيقول له: عليك بالمساكين فأشبعهم، فإن الله تعالى يقول:
(وما يبدئ الباطل وما يعيد) (٢).
ومن الضيافات الكريمة استضافة اليتيم وإكرامه، حتى ينسى حرمانه من كفالة أمه أو أبيه وحنانهما، وهو الذي أوصى الله " تعالى " بالإحسان إليه في قوله: ﴿وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين، وقولوا للناس حسنا..﴾ (3)، وأوصى به أمير المؤمنين " عليه السلام " في جملة

(١) الفروع من الكافي ٣: ٥٦٩.
(٢) دعوات الراوندي، لقطب الدين الراوندي - والآية في سورة سبأ: ٤٨.
(٣) سورة البقرة: ٨٣.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست