الغدير - الشيخ الأميني - ج ١٠ - الصفحة ٣٤٩
السنة. وقال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة. والثالث: الإجماع الذي دل تعالى على صحته بقوله: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين فوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. لأنه عز وجل توعد باتباع غير سبيل المؤمنين، فكان ذلك أمرا واجبا باتباع سبيلهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تجتمع أمتي على ضلالة. والرابع الاستنباط وهو القياس على هذه الأصول والثلاثة التي هي الكتاب والسنة والاجماع، لأن الله تعالى جعل المستنبط من ذلك علما، وأوجب الحكم به فرضا، فقال عز وجل: ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وقال عز وجل: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله. أي بما أراك فيه من الاستنباط والقياس، لأن الذي أراه فيه من الاستنباط والقياس هو مما أنزل الله عليه وأمره بالحكم به حيث يقول: وأن احكم بينهم بما أنزل الله.
نظرة في اجتهاد معاوية هاهنا حق علينا أن نميط الستر عن اجتهاد معاوية، ونناقش القائلين به في أعماله، أفهل كانت على شئ من النواميس الأربعة: الكتاب. السنة. الإجماع. القياس؟ أو هل علم معاوية علم الكتاب؟ وعند من درسه؟ ومتى زاوله؟ وقد كان عهده به منذ عامين (1) قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهل كان يميز بين محكماته ومتشابهاته؟ أو يفرق بين مجمله ومبينه؟ أو يمكنه الحكم في عمومه وخصوصه؟ أو أحاط خبرا بمطلقه ومقيده؟ أو عرف شيئا من ناسخه ومنسوخه، إلى غير هذه من أضراب الآي الكريمة، ومزايا المصحف الشريف الداخل علمها في استنباط الأحكام منه؟!.
إن ظروف معاوية على عهد استسلامه لا يسع شيئا من ذلك، على حين إنها تستدعي فراغا كثيرا لا يتصرم بالسنين الطوال فكيف بهذه الأويقات اليسيرة التي تلهيه في أكثرها الهواجس والأفكار المتضاربة من نواميس دينه القديم " الوثنية " وقد أتى عليها ما انتحله من الدين الجديد " الاسلام " فأذهب عنه هاتيك، ولم يجئ بعد هذا على وجهه بحيث يرتكز في مخيلته، ويتبوأ في دماغه.

(1) هو وأبوه وأخوه من مسلمة سنة الفتح كما في الاستيعاب، وكان ذلك في أخريات السنة الثامن الهجرة، ووفاة النبي صلى الله عليه وآله في أوليات سنة 11.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية البحث مناقب الخلفاء وهى أربعون حديثا حديث المفاضلة بين الصحابة 3
2 نظرة في حديث المفاضلة 4
3 بيعة ابن عمر وتقاعسه عنها 23
4 السنة في الخلافة الراشدة 27
5 الإجماع على بيعة يزيد 32
6 أخبار ابن عمر ونوادره 37
7 ضعف ابن عمر في الحديث 42
8 رأي ابن عمر في القتال 46
9 رأي ابن عمر في الصلاة 50
10 أعذار ابن عمر المفتعلة 55
11 كلمات تعرب عن مرمى معاوية 59
12 ابن عمر يحيى أحداث أبيه 63
13 مناوئة ابن عمر عليا عليه السلام 67
14 أخبار ابن عمر في المناقب 69
15 سلسلة مناقب الخلفاء المختلفة 73
16 أبو سفيان ومواقفه في التاريخ 80
17 حديث بشارة العشرة بالجنة والنظر فيه 118
18 آيات محرفة في المناقب 133
19 المغالاة في فضائل معاوية 138
20 ما جاء عن النبي في معاوية 139
21 ما جاء عن علي في معاوية 148
22 ما جاء عن الصحابة في معاوية 157
23 معاوية في ميزان القضاء 178
24 معاوية والخمر 179
25 معاوية يأكل الربا 184
26 الربا في الكتاب والسنة 186
27 معاوية يتم في السفر 190
28 أحدوثة معاوية في العيدين 191
29 صلاة معاوية الجمعة يوم الأربعاء 195
30 الجمع بين الأختين 199
31 أحدوثة معاوية في الديات 199
32 ترك معاوية التكبير المسنون 201
33 ترك معاوية التلبية 205
34 السنة في التلبية 206
35 رفض السنة الثابتة خلافا للشيعة 209
36 تقديم الخطبة على الصلاة 211
37 ترك حد من حدود الله 213
38 معاوية يلبس مالا يجوز 215
39 استلحاق معاوية زيادا 216
40 معاوية و بيعة يزيد 227
41 بيعة يزيد في الشام 231
42 عبد الرحمن في بيعة يزيد 233
43 سعيد في بيعة يزيد 234
44 كتب معاوية في بيعة يزيد 236
45 رحلة معاوية الأولى لبيعة يزيد 242
46 رحلة معاوية الثانية للبيعة 251
47 يزيد وصحيفة السوداء 255
48 جنايات معاوية 257
49 لعن معاوية و عماله عليا عليه السلام 257
50 قتال ابن هند عليا عليه السلام 272
51 السنة في الخارج على الإمام 273
52 الفئة الباغية في الكتاب والسنة 275
53 قتال معاوية عليا عليه السلام 276
54 أربعون حديثا في علي عليه السلام 278
55 استهزاء معاوية بالسنة 281
56 كتب معاوية القارصة 284
57 هنات في ميزان معاوية 287
58 قذائف في صحائف معاوية 289
59 أعذار معاوية في قتال علي عليه السلام 293
60 دفاع ابن حجر عن معاوية 303
61 حديث الوفود 307
62 أنباء تعرب عن مرمى معاوية 314
63 تصريح بمرمى معاوية 323
64 قدم فكرة معاوية في الخلافة 327
65 مناظرات معربة عن مرمى معاوية 331
66 التحكيم يعرب عن مرمى معاوية 336
67 حجج داحضة يدافع بها ابن حجر عن معاوية ومنها اجتهاده 340
68 الاجتهاد و منتوجه 341
69 الاجتهاد ما هودا 344
70 نظرة في اجتهاد معاوية 349
71 معاوية وعلمه بالكتاب 349
72 معاوية وعلمه بالسنة 351
73 نظرة فيما رواه معاوية 352
74 حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية 359
75 بقية أحاديث معاوية 362
76 اجتهاد معاوية المزيف 365
77 معاوية المجتهد 369
78 الأمر الثاني مما دافع به ابن حجر عن معاوية وهو عدة أحاديث زعمها في الرجل 373
79 نظرة في تلكم الأحاديث 374