الغدير - الشيخ الأميني - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٢
ثم دخل على عائشة وقد بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه فقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا. فشكاهم إليها فوعظته وقالت له: بلغني إنك تتهددهم بالقتل؟ فقال: يا أم المؤمنين!
هم أعز من ذلك، ولكني بايعت ليزيد وبايعه غيرهم، أفترين أن أنقض بيعة قد تمت؟ قالت:
فارفق بهم فإنهم يصيرون إلى ما تحب إن شاء الله. قال: أفعل. وكان في قولها له: ما يؤمنك أن أقعد لك رجلا يقتلك وقد فعلت بأخي ما فعلت - تعني أخاها محمدا - فقال لها: كلا يا أم المؤمنين! إني في بيت أمن. قالت: أجل. ومكث بالمدينة ما شاء الله.
ثم خرج إلى مكة فلقيه الناس فقال أولئك النفر: نتلقاه فلعله قد ندم على ما كان منه. فلقوه ببطن مر فكان أول من لقيه الحسين فقال له معاوية: مرحبا وأهلا يا ابن رسول الله! وسيد شباب المسلمين. فأمر له بدابة فركب وسايره، ثم فعل بالباقين مثل ذلك وأقبل يسايرهم لا يسير معه غيرهم حتى دخل مكة فكانوا أول داخل وآخر خارج، ولا يمضي يوم إلا ولهم صلة ولا يذكر لهم شيئا حتى قضى نسكه وحمل أثقاله وقرب مسيره فقال بعض أولئك النفر لبعض: لا تخدعوا فما صنع بكم هذا لحبكم وما صنعه إلا لما يريد فأعدوا له جوابا. فاتفقوا على أن يكون المخاطب له ابن الزبير فأحضرهم معاوية وقال: قد علمتم سيرتي فيكم، وصلتي لأرحامكم، وحملي ما كان منكم، ويزيد أخوكم وابن عمكم و أردت أن تقدموه باسم الخلافة، وتكونوا أنتم تعزلون وتؤمرون وتجبون المال وتقسمونه لا يعارضكم في شئ من ذلك. فسكتوا، فقال: ألا تجيبون؟ مرتين، ثم أقبل على ابن الزبير فقال: هات لعمري إنك خطيبهم، فقال: نعم نخيرك بين ثلاث خصال قال: أعرضهن.
قال: تصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كما صنع أبو بكر، أو كما صنع عمر، قال معاوية:
ما صنعوا؟ قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحدا فارتضى الناس أبا بكر قال:
ليس فيكم مثل أبي بكر وأخاف الاختلاف. قالوا: صدقت فاصنع كما صنع أبو بكر فإنه عهد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بني أبيه فاستخلفه، وإن شئت فاصنع كما صنع عمر جعل الأمر شورى في ستة نفر ليس فيهم أحد من ولده ولا من بني أبيه. قال معاوية:
هل عندك غير هذا؟ قال: لا. ثم قال: فأنتم؟ قالوا: قولنا قوله. قال: فإني قد أحببت أن أتقدم إليكم إنه قد أعذر من أنذر، إني كنت أخطب منكم فيقوم إلي القائم منكم فيكذبني على رؤس الناس فأحمل ذلك وأصفح، وإني قائم بمقالة فأقسم بالله لئن رد علي أحدكم كلمة في مقامي
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية البحث مناقب الخلفاء وهى أربعون حديثا حديث المفاضلة بين الصحابة 3
2 نظرة في حديث المفاضلة 4
3 بيعة ابن عمر وتقاعسه عنها 23
4 السنة في الخلافة الراشدة 27
5 الإجماع على بيعة يزيد 32
6 أخبار ابن عمر ونوادره 37
7 ضعف ابن عمر في الحديث 42
8 رأي ابن عمر في القتال 46
9 رأي ابن عمر في الصلاة 50
10 أعذار ابن عمر المفتعلة 55
11 كلمات تعرب عن مرمى معاوية 59
12 ابن عمر يحيى أحداث أبيه 63
13 مناوئة ابن عمر عليا عليه السلام 67
14 أخبار ابن عمر في المناقب 69
15 سلسلة مناقب الخلفاء المختلفة 73
16 أبو سفيان ومواقفه في التاريخ 80
17 حديث بشارة العشرة بالجنة والنظر فيه 118
18 آيات محرفة في المناقب 133
19 المغالاة في فضائل معاوية 138
20 ما جاء عن النبي في معاوية 139
21 ما جاء عن علي في معاوية 148
22 ما جاء عن الصحابة في معاوية 157
23 معاوية في ميزان القضاء 178
24 معاوية والخمر 179
25 معاوية يأكل الربا 184
26 الربا في الكتاب والسنة 186
27 معاوية يتم في السفر 190
28 أحدوثة معاوية في العيدين 191
29 صلاة معاوية الجمعة يوم الأربعاء 195
30 الجمع بين الأختين 199
31 أحدوثة معاوية في الديات 199
32 ترك معاوية التكبير المسنون 201
33 ترك معاوية التلبية 205
34 السنة في التلبية 206
35 رفض السنة الثابتة خلافا للشيعة 209
36 تقديم الخطبة على الصلاة 211
37 ترك حد من حدود الله 213
38 معاوية يلبس مالا يجوز 215
39 استلحاق معاوية زيادا 216
40 معاوية و بيعة يزيد 227
41 بيعة يزيد في الشام 231
42 عبد الرحمن في بيعة يزيد 233
43 سعيد في بيعة يزيد 234
44 كتب معاوية في بيعة يزيد 236
45 رحلة معاوية الأولى لبيعة يزيد 242
46 رحلة معاوية الثانية للبيعة 251
47 يزيد وصحيفة السوداء 255
48 جنايات معاوية 257
49 لعن معاوية و عماله عليا عليه السلام 257
50 قتال ابن هند عليا عليه السلام 272
51 السنة في الخارج على الإمام 273
52 الفئة الباغية في الكتاب والسنة 275
53 قتال معاوية عليا عليه السلام 276
54 أربعون حديثا في علي عليه السلام 278
55 استهزاء معاوية بالسنة 281
56 كتب معاوية القارصة 284
57 هنات في ميزان معاوية 287
58 قذائف في صحائف معاوية 289
59 أعذار معاوية في قتال علي عليه السلام 293
60 دفاع ابن حجر عن معاوية 303
61 حديث الوفود 307
62 أنباء تعرب عن مرمى معاوية 314
63 تصريح بمرمى معاوية 323
64 قدم فكرة معاوية في الخلافة 327
65 مناظرات معربة عن مرمى معاوية 331
66 التحكيم يعرب عن مرمى معاوية 336
67 حجج داحضة يدافع بها ابن حجر عن معاوية ومنها اجتهاده 340
68 الاجتهاد و منتوجه 341
69 الاجتهاد ما هودا 344
70 نظرة في اجتهاد معاوية 349
71 معاوية وعلمه بالكتاب 349
72 معاوية وعلمه بالسنة 351
73 نظرة فيما رواه معاوية 352
74 حديث من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية 359
75 بقية أحاديث معاوية 362
76 اجتهاد معاوية المزيف 365
77 معاوية المجتهد 369
78 الأمر الثاني مما دافع به ابن حجر عن معاوية وهو عدة أحاديث زعمها في الرجل 373
79 نظرة في تلكم الأحاديث 374