الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٨٣
من الهجرة في خلافة عمر رضي الله عنه فضرب أمير المؤمنين رضي الله عنه برمحه قائلا يا أرض اسكني، ألم أعدل عليك؟ فسكنت. فكان من جملة كرامته، فظهرت له كرامات أربعة في العناصر الأربعة: تصرف في عنصر التراب والماء في قصة رسالته إلى نيل مصر.
وفي الهواء في قصة سارية الجبل. وفي النار في قصة احتراق قرية رجل حين كلفه أن يغير اسمه فأبى وكان اسمه يتعلق بالنار كالشهاب والقبس والثاقب كما ذكر في تبصرة الأدلة ودلائل النبوة.
راجع فتوح الشام للواقدي 2: 44، تفسير الرازي 5: 478، سيرة عمر لابن الجوزي ص 150، الرياض النضرة 2: 12، تاريخ ابن كثير 7: 100: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 86، محاضرة الأوائل للسكتواري ص 168، خزانة الأسرار ص 132 تاريخ القرماني هامش الكامل 1: 203، الروض الفائق ص 246، الفتوحات الإسلامية 2: 437، نور الأبصار ص 62، جوهرة الكلام للقراغولي الحنفي ص 44.
قال الأميني: أما رواية النيل فراويها الوحيد هو عبد الله بن صالح المصري أحد الكذابين الوضاعين كما مر في الجزء الخامس ص 239 ط 2 قال أحمد بن حنبل: كان أول أمره متماسكا ثم فسد بآخره، وقال أحمد بن صالح: متهم ليس بشئ، وقال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه وهو عندي يكذب في الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن المديني: لا أروي عنه شيئا، وقال ابن حبان: كان في نفسه صدوقا إنما وقعت المناكير في حديثه من قبل جار له فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله و ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به، وقال ابن عدي: يقع في أسانيده ومتونه غلط ولا يتعمد.
قامت القيامة على عبد الله بهذا الخبر الذي قال عن جابر مرفوعا: إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر و عثمان وعليا فجعلهم خير أصحابي وأصحابي كلهم خير. ثم ذكر أقوال الحفاظ في بطلان هذا الحديث وإنه موضوع. راجع ميزان الاعتدال 2: 46.
فالرواية مكذوبة اختلقتها يد الغلو في الفضائل، وإن كنا لا نناقش في إمكان
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»