الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٣٨٤
وللاسلام وراء هذه كلها آداب وسنن تعرب عن حرمة من قتر عليه رزقه وعن كرامته في الملأ الديني تصديقا للإنكار الوارد في قوله تعالى: فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا (1). فأمر كتابه المقدس بالإنفاق من جيد المال ونفيسه بقوله: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. الآية (2) وقوله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم (3) ونهى عن نهر السائل وإبطال الصدقات بالمن والأذى ورياء الناس فقال عز من قائل: وأما السائل فلا تنهر (4) وقال: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا (5).
وقال: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (6). وقال: قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم (7).
وقال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: لا يقبل الله من مسمع ولا مراء ولا منان والمتحدث بصدقته يطلب السمعة، والمعطي في ملأ من الناس يبغي الرياء (8).
وأخرج مسلم في صحيحه مرفوعا: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى.. سنن البيهقي 4: 191.
وذكر ابن كثير مرفوعا: لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر.
تفسير ابن كثير 1: 318.

(1) سورة الفجر آية 15، 16.
(2) سورة البقرة آية 267.
(3) سورة آل عمران آية 92.
(4) سورة الضحى آية 10.
(5) سورة البقرة آية 264.
(6) سورة البقرة آية 262.
(7) سورة البقرة آية 263.
(8) إحياء العلوم 1: 222.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»