القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ١١٥
وأولاده فبين تعالى أنه مع هذه العادة تبرأ من أبيه وغلظ قلبه عليه لما ظهر له اصراره على الكفر، فأنتم بهذا المعنى أولى.
ولذلك وصفه أيضا بأنه حليم، لان أحد أسباب الحكم رقة القلب وشدة العطف لان المرء إذا كان حاله هكذا اشتد حلمه عند الغضب (1).
وأنت خبير بان هذا الكلام انما يتم لو كان المراد التبري في الدنيا، إذ لو كان تبريه منه في الآخرة مع استغفاره له في الدنيا حتى بعد موته لم يكن هذا مما يوجب امتناع المؤمنين عن الاستغفار لأقربائهم من المشركين بل كان مؤيدا لجوازه إلى غير ذلك من وجوه الفساد في هذا الكلام.
نسبة الخلاف إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ومنها: ما أورده في كتاب التفسير عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه، فأعطاه ثم سئله أن يصلي عليه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تصلي عليه؟! وقد نهاك ربك أن تصلي عليه.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: إنما خيرني الله، فقال: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)، وسأزيد على السبعين، قال: انه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: فأنزل الله تعالى: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) (2) (2).

1. التفسير الكبير للرازي 16: 212. 2. التوبة: 84.
2. صحيح البخاري كتاب تفسير القران سورة التوبة رقم 4670، 4672، كتاب الجنائز باب الكفن في القميص رقم 1269، كتاب اللباس باب لبس القميص رقم 5796.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني الف
2 مع الإمام البخاري في صحيحه الف
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني ح
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين يب
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية يج
6 كلمة المحقق يد
7 مقدمة المؤلف 15
8 الفصل الأول الإلزامات 23
9 المعاند وروايات المناقب 25
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 39
11 مع العترة الطاهرة 45
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 69
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 73
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 89
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 105
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 109
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 115
19 حديث: احراق بيت النملة 116
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 118
21 حديث: ليلة الإسراء 120
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 124
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 131
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 132
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 140
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 142
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 145
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 149
29 حديث: الإستقساء للكفار 152
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 154
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 155
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 157
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 160
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 163
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 165
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 166
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 167
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 170
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 175
40 عمرو بن العاص ومعاوية 178
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 181
42 عبد الله بن الزبير 181
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 195
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 197
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 203
46 أبو موسى الأشعري 209
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 214
48 أبو هريرة الدوسي 226
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 233
50 سبط بن الجوزي 237
51 المصادر والمراجع 241