بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ١٥٩
زيارة الزوار، وإذا بهما عليهما السلام قد خرجا مع جماعة كثيرة، ودخلا في الصحن، و رأيت الزوار نائمين حلقا حلقا، ورأيتها عليها السلام قصدت مسجد جناب العلامة الفريد الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله درجته الواقع في سمت الرأس فقصدته قبلها و دخلت فيه، وأدخلت نفسي بين الأعراب ونمت بينهم لأحسب منهم، فجائت ومعها المجتبى، وجماعة كثيرة من حولهما، فوقفت الصديقة عليها السلام عند الباب، وقالت: وهي تبكي: أنتم من الطريق القريب والبعيد جئتم راكبا وماشيا في هذه البرودة في الهواء، جئتم لزيارة ولدي الشهيد أنتم تزورونه وأنا أزوركم، ثم دنا المجتبى عليه السلام وزارهم بهذه الكلمات إلا أنه قال أخي الشهيد ثم رجعا ووقفا في الصحن في كل موضع كان فيه جماعة من الزوار، فزارا وخرجا من الباب القبلي، فسئلت عن مقصدهما فقيل إنهما ذهبا إلى كل بيت وخان وموضع فيه زاير ليزوراه ثم يرجعا إلى الحرم المطهر.
ثم انتبهت تائبا مما ظننت بالأعراب من السوء، وقمت ودخلت في الصحن اقبل وجه كل من لقيته منهم، وفي هذا المنام من البشارات ما لا يخفى على أهل الإشارات.
وحدثني بعض الفضلاء الأتقياء من المجاورين في النجف الأشرف قال حدثنا أستاذنا شيخ الفقهاء في عصره، صاحب جواهر الكلام طاب ثراه يوما في مجلس البحث والتدريس، فقال: رأيت البارحة كأني بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء، وعلى بابه بواب فاستأذنته فأدخلني، فرأيت فيه جميع من تقدم وتأخر من العلماء مجتمعين فيه، وفي صدر المجلس مولانا العلامة المجلسي - ره - فتعجبت من ذلك فسألت البواب عن سر تقدمه، فقال: هو معروف عند الأئمة بباب الأئمة، وإنما أوتي هذه المنزلة لأن من في الشيعة الچاوش للزائرين، ولعل المراد منه مؤلفاته ومصنفاته، والمراد من الزاير كل من أراد الوصول إلى حول حريم جنابهم وحظاير قدس أرواحهم.
وحدث بعض السادة (1) من قراء التعزية أنه رأى في المنام كأن القيامة

(1) فوائد الرضوية ص 416.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست