والعام أنه لما نزلت و " تعيها أذن واعية " قال النبي صلى الله عليه وآله: سالت الله أن يجعلها أذنك يا علي " قوله عليه السلام: " وحكمته البالغة أي مظهرها أو مخزنها، والسابغة الكاملة " قوله عليه السلام: " على الأصل القديم أي أصل الأئمة ومبدؤهم، والمراد بالقديم المتقادم في الزمان لا الأزلي لكون نورهم سابقا في الخلق على ساير المخلوقات والفرع الكريم لكونه فرع شجرة الأنبياء والأصفياء، والتشبيه بالثمرة والشجرة والسدرة ظاهر لوفور منافعه وعموم فوائده لجميع المخلوقات، ولا يبعد كونه هو المراد من بطون. تلك الآيات، والسليل الولد، والعنصر بضم الصاد وقد يفتح الأصل والحسب، والجمع للمبالغة أو المراد أحد العناصر وفي بعض النسخ بصيغة المفرد " قوله عليه السلام: " على حبل الله المتين إنما شبه عليه السلام بالحبل لأنه من تمسك به وبولايته وصل إلى أعالي الدرجات وسلك سبيل النجاة، فهو الحبل الممدود بين الله وبين خلقه، وقد مر أخبار كثيرة في قوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا " أنه الولاية، والمتانة الشدة " قوله عليه السلام: " وجنبه المكين لعل المراد بالجنب الجانب والناحية وهو عليه السلام الناحية التي أمر الله الخلق بالتوجه إليه والجنب يكون بمعنى الأمير وهو مناسب ويحتمل أن يكون كناية عن أن قرب الله تعالى لا يحصل إلا بالتقرب بهم كما أن من أراد القرب من الملك يجلس بجنبه ويؤيده ما روي عن الباقر عليه السلام أنه قال في تفسير هذا الكلام: ليس شئ أقرب إلى الله تعالى من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه فهو في القرب كالجنب وقد بين الله تعالى ذلك في كتابه في قوله " أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " يعني في ولاية أوليائه الخبر، والمكانة المنزلة عند الملك قوله عليه السلام: وكلمته الباقية إشارة إلى قوله تعالى " وجعلها كلمة باقية في عقبه " وقد مضت الاخبار في أن المراد بالكلمة هي الإمامة وبالعقب هو الأئمة عليهم السلام ففي الكلام تقدير مضاف، والثاقب المضئ قوله عليه السلام: وبالنور العاقب اي الآتي بعد الرسول صلى الله عليه وآله وخليفته.
قال الفيروزآبادي: (1) والجزري (2) العاقب الذي يخلف من كان قبله في