بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٨ - الصفحة ١١٠
بأبدان اخر للتدبير والتصرف والاكتساب، لا أن تتبدل صور الأبدان كما في المسخ أو أن تجتمع أجزاؤها الأصلية بعد الأصلية بعد التفرق، فترد إليها النفوس كما في المعادن على الاطلاق، وكما في إحياء عيسى عليه السلام بعض الاشخاص.
وقال السيد المرتضى - رضي الله عنه - حين سأله سائل: تأول سيدنا - أدام الله نعماءه - ما ورد في المسوخ مثل الدب والقرد والفيل والخنزير وما شاكل ذلك، على أنها كانت على خلق جميلة غير منفور عنها، ثم جعلت هذه الصور المسيئة على سبيل التنفير عنها والزيادة في الصد عن الانتفاع بها وقال: لان بعض الاحياء لا يجوز أن يصير حيا آخر غيره، إذا أريد بالمسخ هذا فهو باطل، وإن أريد غيره نظرنا فيه، فما جواب من سأل عند سماع هذا عن الأخبار الواردة عن النبي والأئمة عليهم السلام بأن الله تعالى يمسخ قوما من هذه الأمة قبل يوم القيامة كما مسخ في الأمم المتقدمة، وهي كثيرة لا يمكن الإطالة بحصرها في كتاب. وقد سلم الشيخ المفيد - رضي الله عنه - صحتها وضمن ذلك الكتاب الذي وسمه بالتمهيد، وأحال القول بالتناسخ، وذكر أن الاخبار المعول عليها لم ترد إلا بأن الله تعالى يمسخ قوما قبل يوم القيامة. وقد روى النعماني كثيرا من ذلك، ويحتمل النسخ والمسخ معا، فمما رواه ما أورده في كتاب " التسلي والتقوى " وأسنده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهما السلام، فيد نو إليه علي عليه السلام فيقول: يا رسول الله! إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه. فيقول رسول الله:
يا جبرئيل! إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه. فيقول جبرئيل لملك الموت: إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيته فأبغضه وأعنف به، فيد نو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله! أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان براءتك؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في دار الحياة الدنيا؟ فيقول: وما هي؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول: ما أعرفها ولا أعتقد بها. فيقول له جبرئيل: يا عدو الله وما كنت تعتقد؟ فيقول: كذا وكذا، فيقول له جبرئيل: أبشر يا عدو الله بسخط الله وعذابه في النار! [و] أما ما كنت ترجو فقد فاتك، وأما الذي كنت تخافه فقد نزل بك، ثم يسل
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثاني والأربعون * حقيقة النفس والروح وأحوالهما 1
3 معنى قوله تعالى: " ويسئلونك عن الروح " 1
4 في ماهية الروح 2
5 في حقيقة الانسان 5
6 معنى قوله تعالى: " نزل به الروح الأمين على قلبك "... 22
7 العلة التي من اجلها سمي الروح روحا 28
8 فيمن قال بتناسخ الأرواح 33
9 الفرق بين الحب والبغض، والرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة 41
10 بيان في تفسير عليين 44
11 في أن المؤمن لا يكره الموت لأنه يرى النبي وأمير المؤمنين وفاطمة... 48
12 في أن المؤمن ليزور أهله وكذلك الكافر 52
13 فيما كتبه الإمام الصادق عليه السلام في رسالة الإهليلجة 55
14 في أن الأرواح جنود مجندة 64
15 في بيان أقوال الحكماء والصوفية والمتكلمين من الخاصة والعامة في حقيقة النفس والروح 68
16 فيما قاله الصدوق رحمه الله في رسالة العقايد في النفوس والروح، 78
17 فيما قاله الشيخ المفيد رحمه الله في تنعم أصحاب القبور وتعذيبهم 83
18 فيما سئله كميل عن علي عليه السلام بقوله: أريد أن تعرفني نفسي... 84
19 فيما قاله العلامة الحلي والمحقق الطوسي في حقيقة النفس 86
20 رسالة: الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح، 91
21 فيما قاله العلامة المجلسي قدس سره في النفس والروح 104
22 في تعديد خواص النفس الانسانية 122
23 في حد الانسان 124
24 * الباب الثالث والأربعون * في خلق الأرواح قبل الأجساد، وعلة تعلقها بها، وبعض شؤونها من ائتلافها... 131
25 في قول رجل لعلي عليه السلام: والله إني لأحبك، فقال كذبت 131
26 العلة التي من أجلها جعل الله عز وجل الأرواح في الأبدان... 133
27 بحث وتحقيق حول روايات خلق الأرواح قبل الأبدان 141
28 فيما قاله الشيخ المفيد رحمه الله في خلق الأرواح قبل الأجساد 144
29 العلة التي من أجلها يغتم الانسان ويحزن من غير سبب، ويفرح ويسر من غير سبب 145
30 في قول رسول الله (ص): مثل المؤمن في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد... 150
31 * الباب الرابع والأربعون * حقيقة الرؤيا وتعبيرها وفضل الرؤيا الصادقة وعلتها وعلة الكاذبة 151
32 قصة يوسف عليه السلام، وما رآه الملك في المنام 153
33 معنى قوله عز وجل: " وجعلنا نومكم سباتا " 156
34 في امرأة رأت على عهد رسول الله (ص) ثلاث مرات أن جذع بيتها انكسر 164
35 في أن فاطمة (ع) رأت في النوم كأن الحسن والحسين (ع) ذبحا أو قتلا... 166
36 في قول النبي (ص): وقد رأيت أن بني تيم وبني عدي وبني أمية يصعدون منبري 168
37 الرؤيا التي رآها أمير المؤمنين عليه السلام بكربلا في الحسين عليه السلام 170
38 في الرؤيا التي رآها عبد المطلب في بشارة النبي صلى الله عليه وآله... 171
39 في قول رسول الله (ص): الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي 174
40 بيان في أن الرؤيا المؤمن على سبعين جزء من أجزاء النبوة 177
41 في رؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم 184
42 سبب نزول قوله تعالى: " إنما النجوى من الشيطان " 187
43 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله،... 191
44 بحث وتحقيق حول مسألة الرؤيا، وانها من غوامض المسائل... 195
45 في سبب المنامات الصادقة والكاذبة 199
46 فيما نقل عن الشيخ المفيد رحمه الله في المنامات 209
47 فيما ذكره أرباب التعبير والتأويل في المنامات 219
48 * الباب الخامس والأربعون * في رؤية النبي (ص) وأوصيائه (ع) وسائر الأنبياء والأولياء في المقام 234
49 في أن الشيطان لا يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وآله 234
50 * الباب السادس والأربعون * قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية 245
51 احتجاج هشام بن الحكم بعمرو بن عبيد 248
52 فيما قاله الإمام الصادق (ع) للمفضل في الافعال التي جعلت في الانسان... 255
53 فيما ذكره الحكماء في تحقيق القوى البدنية الانسانية 260
54 بحث مفصل وأقوال مختلفة في كيفية الابصار 261
55 في الشامة والذائقة 270
56 في اللامسة، والحواس الباطنة 272
57 * الباب السابع والأربعون * ما به قوام بدن الانسان وأجزائه وتشريح أعضائه ومنافعها وما يترتب عليها... 286
58 في قول الإمام الصادق عليه السلام: قوام الانسان وبقاؤه بأربعة 293
59 في قول الإمام الصادق (ع): عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع و... 302
60 فيما جرى بين الإمام الصادق عليه السلام والطبيب الهندي في مجلس المنصور... 307
61 علة المرارة في الاذنين والعذوبة في الشفتين والملوحة في العينين والبرودة في الانف 312
62 فيما قاله الإمام الصادق عليه السلام للمفضل في أعضاء البدن أجمع 320
63 في عشرة كلمة سئلها داود عليه السلام عن سليمان 331