بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢١٠
على ربها، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت، لما يعلمون من وغر صدور القوم، وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه، وإنهم يطالبون بثأرات الجاهلية، والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال، كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي، ولببوني وقالوا لي بايع وإلا قتلناك فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي، وذاك أني ذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) " يا علي إن القوم نقضوا أمرك، واستبدوا بها دونك، وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الله الامر، وإنهم سيغدرون بك لا محالة، فلا تعجل لهم سبيلا إلى إذ لا لك وسفك دمك، فان الأمة ستغدر بك بعدي، كذلك أخبرني جبرئيل (عليه السلام) من ربي تبارك وتعالى، ولكن ائتو الرجل فأخبروه بما سمعتم من نبيكم، ولا تدعوه في الشبهة من أمره، ليكون ذلك أعظم للحجة عليه، وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه، وخالف أمره.
قال فانطلقوا حتى حفوا بمنبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم جمعة فقالوا للمهاجرين إن الله عز وجل بدأ بكم في القرآن فقال " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين:
والأنصار " فبكم بدأ.
1 - فكان أول من بدأ وقام خالد بن سعيد بن العاص بادلاله ببنى أمية فقال يا أبا بكر اتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة، وقد أقبل على رجال منا ذوي قدر، فقال: معاشر المهاجرين والأنصار أوصيكم بوصية فاحفظوها وإني مؤد إليكم أمرا فاقبلوه، ألا إن عليا (عليه السلام) أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك ربي وربكم، وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه وتوؤوه وتنصروه، اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، وولي عليكم الامر شراركم، ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون أمري، القائمون بأمر أمتي، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، واجعل له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوز الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي، فأحرمه الجنة التي عرضها السماوات
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست