بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٣٢٧
من خلق ربك أن بين الله وبين خلقه تسعين (1) ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء، قال: (صلى الله عليه وآله) ورأيت من العجائب التي خلق الله وسخر على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، ورأسه عند العرش، وهو ملك من ملائكة الله تعالى (2) خلقه الله كما أراد، رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة، وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش، وهو يقول: " سبحان ربي حيث ما كنت لا تدري أين ربك من عظم شأنه " وله جناحان في منكبيه، إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب، فإذا كان في السحر نشر جناحيه وخفق بهما وصرخ بالتسبيح يقول: " سبحان الله الملك القدوس، سبحان الله الكبير المتعال، لا إله إلا الله الحي القيوم " وإذا قال ذلك سبحت ديوك الأرض كلها، وخفقت بأجنحتها، وأخذت في الصياح (3)، فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت ديوك الأرض كلها، ولذلك الديك زغب أخضر (4)، وريش أبيض كأشد بياض [ما] رأيته قط، وله زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة [ما] رأيتها قط، قال (صلى الله عليه وآله) ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيها ركعتين، ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان، فدخل أصحاب الجدد، وحبس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لي نهران: نهر يسمى الكوثر، ونهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر، واغتسلت من الرحمة، ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة، وإذا على حافتيها (5) بيوتي وبيوت

(1) في نسخة: سبعين.
(2) في نسخة: ملكا من ملائكة الله. وفى المصدر وملك من ملائكة الله.
(3) في نسخة: بالصراخ.
(4) في المصدر: ولذلك الديك زغب الشعرات في الرأس أخضر.
(5) الحافة: الجانب والطرف.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410