بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٢٠
ويقال: استخفه. أي وجده خفيفا وخف عليه تحريكه، والزلزال بالفتح اسم، وبالكسر مصدر.
52 - نهج البلاغة: أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) وليس أحد من العرب يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة ولا وحيا، فقاتل بمن أطاعه من عصاه، يسوقهم إلى منجاتهم، و يبادر الساعة (1) أن تنزل بهم، يحسر الحسير، ويقف الكسير (2)، فيقيم عليه حتى يلحقه غايته، إلا هالكا لا خير فيه حتى أراهم منجاتهم، وبوأهم محلتهم، فاستدارت رحاهم، و استقامت قناتهم (3).
ايضاح: قوله: وليس أحد من العرب يقرأ كتابا، أي في زمانه (صلى الله عليه وآله) وما قاربه، فلا ينافي بعثة هود وصالح وشعيب (عليهم السلام) في العرب، وأما خالد بن سنان فلو ثبت بعثته فلم يكن يقرأ كتابا ويدعي شريعة، وإنما نبوته كانت مشابهة لنبوة جماعة من أنبياء بني إسرائيل لم يكن لهم كتب ولا شرائع، مع أنه يمكن أن يكون المراد الزمان الذي بعده.
قوله (عليه السلام): ويبادر الساعة أن تنزل بهم، أي يسارع إلى هدايتهم وتسليكهم لسبيل الله كيلا تنزل بهم الساعة على عمى منهم عن صراط الله، قوله (عليه السلام): يحسر الحسير، الحسير الذي أعيى في طريقه، والغرض وصفه (صلى الله عليه وآله) بالشفقة على الخلق في حال أسفارهم معه في الغزوات ونحوها، أي أنه كان يسير في آخرهم، ويفتقد المنقطع منهم عن عياء أو انكسار مركوب فلا يزال يلطف به حتى يبلغه أصحابه، إلا مالا يمكن إيصاله ولا يرجى، أو المراد من وقف قدم عقله في السلوك إلى الله أو انكسر لضلاله كان (صلى الله عليه وآله) هو المقيم له على المحجة البيضاء ويهديه حتى يوصله إلى الغاية المطلوبة الا من لا يرجى فيه الخير كأبي جهل وأبي لهب وأضرابهما، ومنجاتهم: نجاتهم، أو محل نجاتهم، ومحلتهم: منزلهم، واستدارة رحاهم كناية عن اجتماعهم واتساق أمورهم.
53 - نهج البلاغة: أرسله داعيا إلى الحق، وشاهدا على الخلق، فبلغ رسالات ربه غير

(1) في المصدر: ويبادر بهم الساعة.
(2) الكسير: المكسور.
(3) نهج البلاغة: 215 و 216.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410