بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٢١
آخر الدعاء، وعفر خديه على الأرض وقام فخرج فسألناه بم يعرف هذا المكان؟ فقال:
إنه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال:
" إلهي " إلى آخر الدعاء، ثم بكى وعفر خديه وقال: " ارحم من أساء واقترف واستكان (1) واعترف " ثم قلب خده الأيسر ودعا ثم خرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام ثم غاب عنا ولم نره. فقال لي صاحبي: إنه الخضر عليه السلام. (2) 55 - وروى الديلمي في كتاب أعلام الدين عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذات يوم لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل إذ بصر به مسكين فقال: تصدق علي بارك الله فيك، قال الخضر:
آمنت بالله، ما يقضي الله يكون، ما عندي من شئ أعطيكه، قال المسكين: بوجه الله لما تصدقت علي إني رأيت الخير في وجهك ورجوت الخير عندك، قال الخضر: آمنت بالله إنك سألتني بأمر عظيم ما عندي من شئ أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، قال المسكين:
وهل يستقيم هذا؟ قال: الحق أقول لك إنك سألتني بأمر عظيم، سألتني بوجه ربي عز وجل، أما إني لا أخيبك في مسألتي بوجه ربي فبعني، فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شئ، فقال الخضر عليه السلام: إنما ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير، قال: لست تشق علي، قال: فقم فانقل هذه الحجارة - قال: وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم - فقام فنقل الحجارة في ساعته فقال له: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم يطقه أحد قال: ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، وإني أكره أن أشق عليك، قال: لست تشق علي، قال: فاضرب من اللبن شيئا حتى أرجع إليك، قال: فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيد بناءه، فقال له الرجل: أسألك

(1) استكان: ذل وخضع.
(2) المزار مخطوط.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435