بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢١٤
قوله: " وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير " يعني الدخان والصيحة، قوله:
" ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه " يقول: يكتمون ما في صدروهم من بغض علي عليه السلام، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن آية المنافق بغض علي عليه السلام، فكان قوم يظهرون المودة لعلي عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله ويسرون بغضه، فقال: " ألا حين يستغشون ثيابهم " فإنه كان إذا حدث بشئ من فضل علي أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا، يقول الله: " يعلم ما يسرون وما يعلنون " حين قاموا " إنه عليم بذات الصدور " قوله: " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة " قال: إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم - عجل الله فرجه - فنردهم ونعذبهم " ليقولن ما يحبسه " أي يقولون: أما لا يقوم القائم ولا يخرج؟ على حد الاستهزاء، فقال الله: " ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ". قوله: " أفمن كان على بينة من ربه " حدثني أبي، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن أبي بصير والفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما أنزلت: " أفمن كان على بينة من ربه " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه " يعني أمير المؤمنين (1) " إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به " فقدموا وأخروا في التأليف. (2) بيان: تفسير الاستغشاء بالنفض غريب لم أظفر به في اللغة.
93 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وكأين من آية في السماوات والأرض " قال: الكسوف والزلزلة والصواعق. قوله: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " فهذا شرك الطاعة، أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " قال: شرك طاعة ليس بشرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره، وليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.

(1) المصدر خال عن قوله: يعني أمير المؤمنين، ولعله سقط عن الطبع.
(2) تفسير القمي: ص 297 و 298 و 300.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست