بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٣٤
أذى المشركين " وليحملن أثقالهم " أي أثقال ما اقترفته أنفسهم " وأثقالا مع أثقالهم " وأثقالا اخر معها لما تسببوا له بالاضلال والحمل على المعاصي من غير أن ينقص من أثقال من تبعهم شئ. (1) وفي قوله: " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء " فيما اتخذوه معتمدا و متكلا " كمثل العنكبوت اتخذت بيتا " فيما نسجه من الخور (2) والوهن، بل ذلك أوهن، فان لهذا حقيقة وانتفاعا ما، أو مثلهم بالإضافة إلى الموحد كمثله بالإضافة إلى رجل يبني بيتا من حجر وجص، ويجوز أن يكون المراد ببيت العنكبوت دينهم، سماه به تحقيقا للتمثيل، فيكون المعنى: وإن أوهن ما يعتمد به في الدين دينهم. (3) وفي قوله: " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " أي بالخصلة التي هي أحسن، كمعارضة الخشونة باللين، والغضب بالكظم، وقيل: منسوخ بآية السيف إذ لا مجادلة أشد منه، وجوابه أنه آخر الدواء، وقيل: المراد به ذوو العهد منهم، " إلا الذين ظلموا منهم " بالافراط في الاعتداء والعناد، أو بإثبات الولد، وقولهم:
يد الله مغلولة، أو بنبذ العهد ومنع الجزية " فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به " هم عبد الله بن سلام وأضرابه، أو من تقدم عهد الرسول من أهل الكتاب " ومن هؤلاء " أي ومن العرب، أو أهل مكة، أو ممن في عهد الرسول من أهل الكتاب. (4) وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " في صدور الذين أوتوا العلم ": هم النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنون به، لأنهم حفظوه ووعوه، وقيل: هم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام " ويتخطف الناس من حولهم " أي يقتل الناس بعضهم بعضا فيما حولهم وهم آمنون في الحرم " أفبالباطل يؤمنون " أي يصدقون بعبادة الأصنام وهي باطلة مضمحلة. (5)

(1) أنوار التنزيل 2: 228 و 229.
(2) الخور: الفتور والضعف.
(3) أنوار التنزيل 2: 234.
(4) أنوار التنزيل 2: 235 و 236.
(5) مجمع البيان 8: 288 و 293.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست