بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ١٠٣
صدورهم " قيل: نزلت في الأخنس بن شريق وكان حلو الكلام يلقى رسول الله صلى الله عليه وآله بما يحب وينطوي بقلبه على ما يكره، عن ابن عباس، وروى العياشي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: أخبرني جابر بن عبد الله أن المشركين إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وآله طأطأ أحدهم رأسه وظهره هكذا - وغطى رأسه بثوبه - حتى لا يراه رسول الله فأنزل الله تعالى هذه الآية. " ألا إنهم " يعني الكفار والمنافقين " يثنون صدورهم " أي يطوونها على ما هم عليه من الكفر، عن الحسن، وقيل: معناه: يخفون صدورهم (1) لكيلا يسمعوا كتاب الله وذكره، وقيل: يثنونها على عداوة النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: إنهم كانوا إذا قعدوا مجلسا على معاداة النبي صلى الله عليه وآله والسعي في أمره بالفساد انضم بعضهم إلى بعض وثنى بعضهم صدره إلى صدر بعض يتناجون " ليستخفوا منه " أي ليخفوا ذلك من الله تعالى على القول الأخير، وعلى الأقوال الأخر: ليستروا ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله " ألا حين يستغشون ثيابهم " أي يتغطون بثيابهم ثم يتفاوضون فيما كانوا يدبرونه على النبي صلى الله عليه وآله و على المؤمنين ويكتمونه، وقيل: كنى باستغشاء ثيابهم عن الليل لأنهم يتغطون بظلمته. (2) وفي قوله: " إلى أمة معدودة " أي إلى أجل مسمى ووقت معلوم، عن ابن عباس ومجاهد، وقيل: أي إلى جماعة يتعاقبون فيصرون على الكفر ولا يكون فيهم من يؤمن كما فعلنا بقوم نوح، وقيل: إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي عجل الله فرجه في آخر الزمان، ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف، (3) وهو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام. (4) وفي قوله: " فلعلك تارك " روي عن ابن عباس أن رؤساء مكة من قريش أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمد إن كنت رسولا فحول لنا جبال المكة ذهبا، أو ائتنا بملائكة يشهدون لك بالنبوة، فأنزل الله تعالى: " فلعلك تارك " الآية، وروى العياشي

(١) في التفسير المطبوع: يحنون صدورهم. (٢) مجمع البيان ٥: ١٤٣.
(٣) في النهاية: قزعة: قطعة من الغيم وجمعها: قزع، ومنه حديث علي عليه السلام: فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف. أي قطع السحاب المتفرق، وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.
(4) مجمع البيان 5: 144.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست