بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٥٨
وفي قوله: " فإذا جاءت الطامة ": الداهية التي تطم أي تعلو على سائر الدواهي، " الكبرى " التي هي أكبر الطامات وهي القيامة، أو النفخة الثانية، أو الساعة التي يساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.
وفي قوله: " أيان مرساها ": متى إرساؤها؟ أي إقامتها وإثباتها، أو منتهاها ومستقرها، من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه " فيم أنت من ذكراها " في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم؟ أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شئ، فإن ذكرها لهم لا يزيدهم إلا غيا، ووقتها مما استأثره الله بعلمه، و قيل: " فيم " إنكار لسؤالهم و " أنت من ذكراها " مستأنف، أي أنت ذكر من ذكرها وعلامة من أشراطها، فإن إرساله خاتما للأنبياء أمارة من أماراتها، وقيل: إنه متصل بسؤالهم والجواب: " إلى ربك منتهاها " أي منتهى علمها " إنما أنت منذر من يخشاها " إنما بعثت لانذار من يخاف هولها، وهو لا يناسب تعيين الوقت " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا " أي في الدنيا، أو في القبور " إلا عشية أو ضحاها " أي عشية يوم أو ضحاه.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " وشاهد ومشهود ": أقوال: أحدها: أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، عن ابن عباس، وأبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام، و روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله لان الجمعة تشهد على كل عامل بما عمل فيه وثانيها:
أن الشاهد يوم النحر، والمشهود يوم عرفة. وثالثها: أن الشاهد محمد صلى الله عليه وآله، والمشهود يوم القيامة، وهو المروي عن الحسن بن علي عليهما السلام. ورابعها: أن الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم الجمعة. وخامسها: أن الشاهد الملك، والمشهود يوم القيامة.
وقيل: الشاهد الذين يشهدون على الناس، والمشهود هم الذين يشهد عليهم.
وقيل: الشاهد هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم. وقيل الشاهد أعضاء بني آدم، والمشهود هم.
1 - الخصال: عبدوس بن علي الجرجاني، عن أحمد بن محمد المعروف بابن الشغال، عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة، عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن عبد الله
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326