بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٩
من موضعه، وفي بعضها بالباء الموحدة فالخاء المعجمة، قال الجزري: فيه: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وأبخع طاعة. أي أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم أي قهرها وإذلالها بالطاعة. قال الزمخشري في الفائق: أي أبلغ طاعة من بخع الذبيحة: إذا بالغ في ذبحها، وهو أن يقطع عظم رقبتها، هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة فقيل: بخعت له نصحي وجهدي وطاعتي.
قوله عليه السلام: وإخلاص النصيحة أي لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة ولعامة المسلمين، والموازرة: المعاونة قوله عليه السلام: وأعينوا أنفسكم أي على الشيطان، وفي " في " على أنفسكم أي النفس الامارة بالسوء، قوله عليه السلام: وتعاطوا الحق أي تناولوه بأن يأخذه بعضكم من بعض ليظهر ولا يضيع.
15 - التوحيد: الدقاق، عن محمد الأسدي وابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه عن أبي معاوية، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه، و حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ، عن محمد بن العباس بن بسام، عن سعيد بن محمد البصري، عن عمرة بنت أوس، قالت: حدثني جدي الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه:
عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام استنهض الناس في حرب معاوية في المرة الثانية، فلما حشد الناس قام خطيبا فقال: الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لامن شئ كان، ولا من شئ خلق ما كان، قدرته بان بها من الأشياء، وبانت الأشياء منه، فليست له صفة تنال، ولاحد يضرب له فيه الأمثال كل دون صفاته تحبير اللغات، وضل هنالك تصاريف الصفات، وحارقي ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب، وتاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول في لطيفات الأمور، فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، وتعالى الذي ليس له وقت معدود، ولا أجل ممدود، ولا نعت محدود، وسبحان الذي ليس له أول مبتدأ، ولا غاية منتهى، ولا آخر يفنى، سبحانه هو كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، حد الأشياء كلها عند خلقه إياها، إبانة لها من شبهه، وإبانة له من شبهها، فلم يحلل فيها فيقال: هو
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322