بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٧
ثوابا كريما، ومن يعص الله ورسوله فقد خسر خسرانا مبينا واستحق، عذابا أليما، فانجعوا بما يحق عليكم من السمع والطاعة، وإخلاص النصيحة، وحسن الموازرة، وأعينوا أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة، وهجر الأمور المكروهة، وتعاطوا الحق بينكم، وتعاونوا عليه، (1) وخذوا على يدي الظالم السفيه، مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، واعرفوا لذوي الفضل فضلهم، عصمنا الله وإياكم بالهدي، وثبتنا وإياكم على التقوى، وأستغفر الله لي ولكم بيان: قوله عليه السلام: ولا تنقضي عجائبه أي كلما تأمل الانسان يجد من آثار قدرته وعجائب صنعته ما لم يكن وجده قبل ذلك ولا ينتهي إلى حد، وأنه كل يوم يظهر من آثار صنعه خلق عجيب وطور غريب يحار فيه العقول والافهام.
قوله عليه السلام: فيكون في العز مشاركا كمشاركة الولد لوالده في العز واستحقاق التعظيم. قوله: موروثا أي يرثه ولده بعد موته كما هو شأن كل والد، والحاصل أن كل والد حادث هالك موروث. قوله عليه السلام: شبحا ماثلا أي قائما، أو مماثلا ومشابها للممكنات.
قوله عليه السلام: حائلا أي متغيرا من حال الشئ يحول إذا تغير أي لا تدركه الابصار، وإلا لكان بعد انتقالها عنه متغيرا ومنقلبا عن الحالة التي كانت له عند الابصار من المقابلة والمحاذاة والوضع الخاص وغير ذلك، أو عن حلوله في الباصرة بزوال صورته والموافقة له في الحقيقة عنها. وبعض الأفاضل قرأ " بعد " مضمومة الباء، مرفوعة الاعراب على أن يكون اسم كان، والحائل بمعنى الحاجز أي كان بعد انتقال الابصار إليه حائلا من رؤيته، ومنهم من قرأه " خائلا " بالخاء المعجمة أي ذا خيال و صورة متمثلة في المدرك، والتعاور: الورود على التناوب.
قوله عليه السلام: ولا بما إذ ليست له ماهية يمكن أن تعرف حتى يسأل عنها بما هو.
قوله عليه السلام: بطن من خفيات الأمور أي أدرك الباطن من خفيات الأمور ونفذ علمه في بواطنها، أو المراد أن كنهه تعالى أبطن وأخفى من خفيات الأمور

(1) في الكافي: وتعاونوا به دوني.
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322