بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
أعز أرومة، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه، (1) وانتجب منها امناءه، الطيبة العود، المعتدلة العمود، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، (2) اليانعة الثمار، الكريمة الحشا، (3) في كرم غرست، (4) وفي حرم أنبتت، (5) وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت فسمت به وشمخت حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين، والنور المنير، والكتاب المستبين، وسخر له البراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الأبالس، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره ربه، وبلغ ما حمله، حتى أفصح بالتوحيد دعوته، وأظهر في الخلق أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، حتى خلصت الوحدانية، وصفت الربوبية، (6) وأظهر الله بالتوحيد حجته، وأعلى بالاسلام درجته، واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة، صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين.
بيان: قوله عليه السلام: ولا من شئ كون ما قد كان رد على من يقول: بأن كل حادث مسبوق بالمادة. المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته الاستشهاد: طلب الشهادة أي طلب من العقول بما بين لها من حدوث الأشياء الشهادة على أزليته، أو من الأشياء أنفسها بأن جعلها حادثة فهي بلسان حدوثها تشهد على أزليته، والمعنى على .

(1) صاغ الشئ: هيأه على مثال مستقيم.
(2) نضر الشجر: اخضر وحسن وكان جميلا.
(3) الحشا: ما انضمت عليه الضلوع. ما في البطن. والجمع: الأحشاء. ويقال: فلان في حشا فلان أي في كنفه. وفلان خيرهم حشا أي رعاية.
(4) الكرم بفتح الكاف والراء صفة بمعنى الكريم والطيب، يستوى فيه المذكر والمؤنث و المفرد والجمع يقال: رجل كرم ونساء كرم وأرض كرم. وبسكون الراء يأتي بمعنى أرض منقاة من الحجارة.
(5) الحرم بفتح الحاء والراء مصدر بمعنى ما يحميه الرجل ويدافع عنه، وبالضمتين جمع الحريم: كل موضع تجب حمايته، وحريم الرجل: ما يدافع عنه ويحميه، ومنه سميت نساء الرجل بالحريم.
(6) أي خلصت ونقيت
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322