بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
يزل بلا لم يزل وبلا كيف يكون تبارك وتعالى ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل وبلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية إليها غاية انقطعت الغايات عنه فهو غاية كل غاية.
بيان: بلا كينونة كائن أي كان ولم يحدث حادث بعدا ولا على نحو حدوث الحوادث قال الفيروزآبادي: الكون: الحدث كالكينونة. قوله: بلا كيف يكون أي صفة موجودة زائدة، ولعل الوصف بقوله: يكون للاشعار بأنه إذا كان له كيف يكون حادثا لا محالة.
قوله عليه السلام: بلا لم يزل أي بلا زمان قديم موجود يسمى بلم يزل ليكون معه قديما ثانيا.
وقوله عليه السلام ثانيا: بلا كيف يكون تأكيد لما سبق، ويحتمل أن يكون الأول لنفي الكيفيات الجسمانية أو الحادثة، والثاني لنفي الصفات الحقيقية الزائدة أو القديمة، ويحتمل أن يكون المراد بالأخير أنه ليس لوجوده في الأزل واتصافه بها كيف، فيكون إشارة إلى نفي معلولية الوجود أو زيادته. وفي الكافي بسند آخر: كيف يكون له قبل.
وهو أظهر كما سيأتي أيضا. قوله عليه السلام: بلا غاية أي امتداد وزمان موجود. ولا منتهى غاية أي في الأزل. ولا غاية أي منتهى ينتهي إليها غاية أي امتداد في لا يزال.
7 - التوحيد: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن سهل، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن محمد بن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: إن المسلمين يزعمون أن عليا من أجدل الناس وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلي أسأله عن مسألة اخطئه فيها. فأتاه فقال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن مسألة. قال: سل عما شئت. قال: يا أمير المؤمنين متى كان ربنا؟ قال: يا يهودي إنما يقال " متى كان " لمن لم يكن فكان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف، (1) يا يهودي كيف يكون له قبل وهو قبل القبل؟ بلا غاية ولا منتهى غاية، ولا غاية إليها غاية، انقطعت الغايات عنه فهو غاية كل غاية. أشهد أن دينك الحق وأنه ما خالفه باطل.
أقول: قد أثبتنا خبر محمد بن عبد الله الخراساني في باب إثبات الصانع، وسيأتي كثير من الاخبار في باب نفي الزمان والمكان، وسائر الأبواب مشحونة بما يناسب الباب من الاخبار.

(1) في الكافي: بلى يا يهودي ثم بلى يا يهودي كيف يكون الخ.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته، وبيان ما هو حق معرفته تعالى، وفيه 39 حديثا. 1
3 باب 2 علة احتجاب الله عز وجل عن خلقه، وفيه حديثان 15
4 باب 3 إثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده وعلمه وقدرته وسائر صفاته، وفيه 29 حديثا. 16
5 باب 4 توحيد المفضل. 57
6 باب 5 حديث الإهليلجية. 152
7 باب 6 التوحيد ونفي الشرك، ومعنى الواحد والأحد والصمد، وتفسير سورة التوحيد، وفيه 25 حديثا. 198
8 باب 7 عبادة الأصنام والكواكب والأشجار والنيرين وعلة حدوثها وعقاب من عبدها أو قرب إليها قربانا، وفيه 12 حديثا. 244
9 باب 8 نفي الولد والصاحبة، وفيه 3 أحاديث. 254
10 باب 9 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى، والخوض في مسائل التوحيد، وإطلاق القول بأنه شيء، وفيه 32 حديثا. 257
11 باب 10 أدنى ما يجزي من المعرفة والتوحيد، وأنه لا يعرف الله إلا به، وفيه 9 أحاديث. 267
12 باب 11 الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله والتعريف في الميثاق، وفيه 42 حديثا. 276
13 باب 12 إثبات قدمه تعالى وامتناع الزوال عليه وفيه 7 أحاديث. 283
14 باب 13 نفي الجسم والصورة والتشبيه والحلول والاتحاد، وأنه لا يدرك بالحواس والأوهام والعقول والأفهام، وفيه 47 حديثا. 287
15 باب 14 نفي الزمان والمكان والحركة والانتقال عنه تعالى، وتأويل الآيات والأخبار في ذلك، وفيه 47 حديثا. 309