مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٩٥
أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي ابن الحسين (عليهما السلام) فخلا به "، ثم قال: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت الوصية منه، والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ثم إلى الحسن بن علي (عليه السلام)، ثم إلى الحسين (عليه السلام)، وقد قتل أبوك صلوات الله عليه ولم يوص، وأنا عمك وصنو أبيك، وولادتي من علي (عليه السلام) في سني وقدمي، وأنا أحق بها منك في حداثتك، لا تنازعني الوصية والإمامة ولا تجانبني (1)، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام):
" يا عم إتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين، إن أبي صلوات الله عليه يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي، فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال.
إن الله تبارك وتعالى - لما صنع الحسين (عليه السلام) ما صنع - (2) آلى أن لا يجعل

1 - في الكافي: ولا تحاجني.
2 - في نسختي " ض وق ": (لما صنع الحسن (عليه السلام) مع معاوية لعنه الله ما صنع) وفي المختصر المطبوع: الحسين بدل الحسن، وما أثبتناه من نسخة " س " هو الأنسب للسياق، لأنه حاشا لله تعالى أن يصطفي له حجة على خلقه وأمينا في أرضه ثم يعامله بهذه الصورة، ثم حاشا للإمام أن يكون تصرفه موجبا لسخط الرب تبارك وتعالى، بل إن فعل الإمام الحسن روحي فداه هو منتهى الحكمة وكمال الصلاح للأمة، ففي هدنته (عليه السلام) وفي استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بني الإسلام وثبتت ركائزه. وهي الموافقة لرواية الاحتجاج وباختلاف يسير مع عبارة الكافي.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»