مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٩٦
الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين (عليه السلام)، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود (1) حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر (عليه السلام): وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام) لمحمد بن علي إئته يا عم وابتهل إلى الله عز وجل أن ينطق لك الحجر، ثم سله عما ادعيت، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه.
فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): أما إنك يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك، فقال له محمد: فادع أنت يا ابن أخي فاسأله، فدعا الله علي بن الحسين (عليهما السلام) بما أراد، ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الإمام والوصي بعد الحسين (عليه السلام)، فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال:
اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فانصرف محمد بن علي بن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (عليهما السلام) " (2).

١ - الحجر الأسود: في رواية عن أمالي الطوسي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " وهو من حجارة الجنة، وكان لما انزل في مثل لون الدر وبياضه، وصفاء الياقوت وضيائه، فسودته أيدي الكفار " ص ٤٧٦ / ذيل حديث ١٠.
وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان الحجر الأسود أشد بياضا من اللبن فلولا ما مسه من أرجاس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا برئ " علل الشرائع: ٤٢٧ / ١.
٢ - بصائر الدرجات: ٥٠٢ / ٣ باختلاف، وأورده الكليني في الكافي ١: ٣٤٨ / ٥، والطبرسي في الاحتجاج ٢: ١٤٧ / 185.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»