مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٨٥
إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال الحسين (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى فيها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى " عمورا " وإنك تستشهد بها، ويستشهد معك جماعة من أصحابك، لا يجدون ألم مس الحديد وتلا * (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * (1) تكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما، فأبشروا فوالله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم أمكث ما شاء الله، فأكون أول من تنشق الأرض عنه، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقيام قائمنا، وحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله، لم ينزلوا إلى الأرض قط، ولينزلن إلي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة، ولينزلن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي صلوات الله عليه، وأنا وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات من حمولات الرب، خيل بلق (2) من نور لم يركبها مخلوق.
ثم ليهزن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لواءه، وليدفعنه إلى قائمنا (عليه السلام) مع سيفه (3)، ثم إن الله تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن، وعينا من لبن، وعينا من ماء.
ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفع إلي سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيبعثني إلى الشرق والغرب، فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه، ولا أدع صنما إلا أحرقته، حتى أقع إلى الهند فأفتحها.
وإن دانيال ويوشع (4) يخرجان إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقولان: صدق الله

١ - الأنبياء ٢١: 69.
2 - البلق والبلقة: سواد في بياض. مجمع البحرين 5: 140 - بلق.
3 - في المصدر زيادة: ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله.
4 - في نسختي " ض وق ": ويوسف، وفي الخرائج: ويونس، بدل: يوشع.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»