مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ١٩
وأنتم فرعها فاقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذللت لك أعناق بني تميم وتركتهم أشد تهافتا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خامسها وقد ذللت لك بنو سعد وغسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حتى استهلت برقها فلمع فلما قرء الحسين (ع) الكتاب قال ما لك آمنك الله يوم الخوف وأعزك وأرواك يوم العطش الأكبر فلما تجهز المشار إليه للخروج إلى الحسين صلوات الله وسلامه عليه بلغه قتله قبل ان يسير فجزع لذلك جزعا عظيما لما فاته من نصرته واما المنذر بن الجارود فإنه لما جائه كتاب الحسين (ع) حملها إلى عبيد الله بن زياد لأن المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد الله بن زياد وكانت بحرية بنت المنذر بن الجارود زوجه بعبيد الله بن زياد فاخذ عبيد الله بن زياد الرسول فصلبه ثم صعد المنبر فخطب وتوعد الناس على الخلاف وإثارة (أهل البصرة) الأرجاف ثم بات تلك الليلة فلما أصبح استناب عليهم عثمان بن زياد أخاه وأسرع هو إلى قصد الكوفة فلما أشرف عليها نزل حتى امسى لئلا تظن أهلها انه الحسين ودخلها مما يلي النجف فقالت امرأة لله أكبر ابن رسول الله ورب الكعبة فتصايح الناس قالوا انا معك أكثر من أربعين ألفا وازدحموا عليه حتى اخذوا بذنب دابته وظنهم انه الحسين فحسر اللثام وقال انا عبيد الله فتساقط القوم ووطئ بعضهم بعضا ودخل دار الامارة وعليه عمامة سوداء فلما أصبح قام خاطبا وعليهم عاتبا ولرؤسائهم مؤنبا ولأهل الشقاق معاتبا ووعدهم بالاحسان على لزوم طاعته وبالإساءة على
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست