مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ١٨
به الموعظة فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في وهد الباطل فقد كان صخر ابن قيس انخذل بكم يوم الجمل فاغسلوها مع ابن رسول الله ونصرته ولا يقصر أحد عنها إلا ورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها وادرعت بدرعها من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب فتكلم بنو حنظلة فقالوا يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ان رميت بنا أصبت وان غزوت بنا فتحت لا تخوض والله غمرة إلا خضناها ولا تلقى والله شدة إلا لقيناها ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت فقم وتكلمت بنو سعد بن يزيد فقالوا يا أبا خالد ان أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال فحمدنا رأيه وبقى عزنا فينا فأمهلنا نراجع الرأي ونحسن المشورة ويأتيك خبرنا واجتماع رأينا وتكلمت بنو عامر بن تميم فقالوا أبا خالد نحن بنو أبيك وحلفاؤك لا نرضى ان غضبت ولا نغضب ان رضيت ولا نقطن ان ظعنت ولا نظعن ان قطنت والامر إليك والمعول عليك فادعنا نجبك وأمرنا نطعك والامر لك إذا شئت فقال والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا رفع عنكم السيف ابدا ولا زال سيفكم فيكم ثم كتب إلى الحسين عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد وصل إلينا كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من طاعتك وبنصيبي من نصرتك وان الله لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير أو دليل سبيل نجاة وأنتم حجة الله على خلقه ووديعته في ارضه تفرعتم من ديونية أحمدية هو أصلها
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست