من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر، وانفلت أبو جندل في سبعين راكبا أسلموا فلحق بأبي بصير، واجتمع إليهم ناس من غفار واسلم وجهينة حتى بلغوا ثلاثمائة لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها، وأخذوا عيرا فيها أبو العاص صهر النبي صلى الله عليه وآله فخلوا سبيله ولم يقتلوا أحدا منهم، فأرسلت قريش أبا سفيان بن حرب إلى النبي يتضرعون إليه أن يبعث إليهم، فتقدموا عليه وقالوا من خرج منا إليك فامسكه غير حرج.
سنة سبع، قال الواقدي: فتح خيبر في المحرم، لما دنى النبي صلى الله عليه وآله منها رفع يديه وقال: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، ولما رأت أهل خيبر عمل علي (ع) قال ابن أبي الحقيق للنبي صلى الله عليه وآله انزل فأكلمك، (قال: نعم، فنزل وصالح النبي على حقن دماء من في حصونهم ويخرجون منها بثوب واحد.
(فدك) فلما سمع أهل فدك قصتهم بعثوا محيصة بن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وآله يسألونه أن يسترهم بأثواب، فلما نزلوا سألوا النبي أن يعاملهم الأموال على النصف فصالحهم على ذلك وكذلك فعل بأهل خيبر.
وفيها غزوة بني خزيمة وقد كانوا ادعوا الاسلام فرد ما أخذ منهم وضمن دية قتلاهم. وفيها غزوة قتلى نجد؟، ثم بعث عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبا إلى البشير بن رزام اليهودي لما جمع غطفان، وبعث غالب بن عبد الله الكلبي إلى ارض من بنى مرة، وبعث عيينة بن حصين البدري إلى بني العنبر، وفى ذي القعدة اعتمر عمرة القضاء في جمع الحديبية ودخل مكة وطاف بالبيت على بعيره وبيده محجن و عبد الله بن رواحة أخذ بخطامه ويقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير في رسوله قد نزل الرحمن في تنزيله * نضربكم ضربا على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقيله * يا رب اني مؤمن بقيله فأقام بها ثلاثة أيام.
سنة ثمان في جمادى الأولى، (وقعة مؤتة) وهم ثلاثة آلاف في كتاب ابان قال الصادق (ع): انه استعمل عليهم جعفرا فان قتل فزيد فان قتل فابن رواحة، ثم خرجوا حتى نزلوا معان فبلغهم ان هرقل قد نزل بمأرب في مائة الف من الروم " المناقب ج 1، م 22 "