كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٤٠
العرب من أنعم الناس عيشا فقال من تحلي بالعفاف ورضى الكفاف وتجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف قيل فمن اعلمهم فقال من صمت فاذكر ونظر فاعتبر ووعظ فازدجر وروى أن الله تعالى يقول يا ابن آدم في كل يوم يؤتى رزقك وأنت تحزن وينقص عمرك وأنت لا تحزن تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك وقيل أغبط الناس من اقتصد فقنع ومن قنع فك رقبته من عبودية الدنيا وذل المطامع وقيل الفقير من طمع والغنى من قنع وقيل من كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ وقيل لا يزال العبد بخير ما دام له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه ووعظ رجل فقال عباد الله الحذر الحذر فوالله لقد سر حتى كأنه قد غفر ولقد امهل حتى كأنه قد أهمل وقيل العجب لمن يغفل وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ولمن يهنئه عيشه وهو لا يعلم إلى ماذا يصير امره وقيل إن للباقي بالفاني معتبر وللآخر بالأول مزدجر فالسعيد لا يركن إلى الخدع ولا يغتر بالطمع قال آخر كيف اذخر عملي ولست أدري متى يحل أجلي أم كيف تشد حاجتي إلى الدنيا وليست بداري أم كيف أجمع وفي غيرها قراري أم كيف لا أمهد لرجعتي قبل انصراف مدتي وقال عمر بن الخطاب لأبي ذر الغفاري رحمه الله عظني قال له ارض بالقوت وخف الفوت واجعل صومك الدنيا وفطرك الموت وقال آخر عجبا لمن تكتحل عينه برقاد والموت ضجيعها على وساد وقال آخر نظرنا فوجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله وقال آخر عجبي لمن يحتمي من الطيبات مخافة الداء ولا يحتمي من الذنوب مخافة النار وقيل كيف يصفو عيش من هو مسؤول عما عليه مأخوذ بما لديه محاسب على ما وصل إليه وقال آخر عجبا لمن يقصر عن الواضحة وقد يعمل بالفاضحة وقيل إذا زللت فارجع وإذا أذنبت فاقلع وإذا أسأت فاندم وإذا ائتمنت فاكتم وقال المسيح عليه السلام تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بعمل وقال عليه السلام إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها وإذا عملت السيئة فاجعلها نصب عينيك وقيل لحكيم لم تدمن امساك العصا ولست بكبير ولا مريض قال لاعلم اني مسافر وقيل من أحسن عبادة الله في مشيته لقاه الله الحكمة في بلوغه أشده وذلك قوله سبحانه * (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) * سورة يوسف ولا باس ان يعذل المقصر المقصر قال بعضهم لا يمنعكم معاشر السامعين سوء ما تعلمون منا ان تقبلوا أحسن ما تسمعون منا قال الخليل بن أحمد اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ولا يضرك تقصيري نعوذ بالله ان يكون ما علمنا حجة علينا لا لنا انظر أخي لنفسك ولا تكن ممن جمع علم العلماء وطرائف الحكماء وجرى في العمل مجرى السفهاء حدثني الحسين بن محمد بن علي الصيرفي قال حدثني أبو بكر محمد بن علي الجعاني قال حدثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر العلوي
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»