المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وقد استشهد على ذلك بقول الخنساء ما أم سقب علي بو تطيف به * قد ساعدتها على التحنان أظآر ترتع ما رتعت حتى إذا ذكرت * فإنما هي إقبال وإدبار أرادت إنما هي ذات اقبال وادبار.. وقال قوم ان المعنى أصل ابنك هذا الذي ولد على فراشك وليس بابنك على الحقيقة والذي اخترناه خلاف ذلك.. وقال آخرون الهاء في قوله تعالى (انه عمل غير صالح) راجعة إلى السؤال والمعنى ان سؤالك إباى ما ليس لك به علم عمل انه غير صالح لأنه قد وقع من نوح ذلك السؤال والرغبة في قوله عليه الصلاة والسلام (رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق) ومعنى ذلك نجه كما نجيتهم ومن يجيب بهذا الجواب يقول إن ذلك صغيرة من النبي لأن الصغيرة جائزه عليهم ومن يمنع أن يقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام شئ من القبائح يدفع هذا الجواب ولا يجعل الهاء راجعة إلى السؤال بل إلى الابن ويكون تقدير الكلام ما تقدم.. فإذا قيل له لم قال تعالى (لا تسألني ما ليس لك به علم) فكيف قال نوح عليه الصلاة والسلام من بعد (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين).. قال لا يمتنع أن يكون نهيه عن سؤال ما ليس له به علم وان لم يقع منه لم يكن يعوذ عليه الصلاة والسلام من ذلك وان لم يواقعه الا ترى ان الله تعالى قد نهى نبيه عليه الصلاة والسلام عن الشرك والكفر وان لم يكن ذلك وقع منه فقال تعالى (لئن أشركت ليحبطن عملك) وكذلك لا يمتنع أن يكون نهاه في هذا الموضع عما لم يقع ويكون عليه السلام إنما سأل نجاة ابنه باشتراط المصلحة لا على سبيل القطع وهكذا يجب في مثل هذا الدعاء.. فأما القراءة بالنصب فقد ضعفها قوم وقالوا كان يجب أن يقال إنه عمل عملا غير صالح لأن العرب لا تكاد تقول هو يعمل غير حسن حتى تقول عمل عملا غير حسن وليس وجهها بضعيف في العربية لأن من مذهبهم الظاهر إقامة الصفة مقام الموصوف عند انكشاف المعنى وزوال اللبس فيقول القائل قد فعلت صوابا وقلت حسنا بمعنى فعلت فعلا صوابا وقلت قولا حسنا.. وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي
(١٤٦)