المسائل الجارودية - الشيخ المفيد - الصفحة ٤٢
هاشم أو (1) قريش على اختلافهم في هذا الباب، إذ (2) كانت العترة عندكم تفيد الذرية وغيرها من الآل؟
قالت الإمامية: نحن وإن احتججنا بقول النبي صلى الله عليه وآله:
إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ومن بعده من الأئمة عليهم السلام فإنا نرجع فيه إلى معناه المعلوم بالاعتبار وهو أن عترة الرجل كبار أهله وأجلهم وخاصتهم في الفضل ولبابهم.
وقد ثبت عندنا بأدلة من غير هذا الخبر فضل أمير المؤمنين عليه السلام في وقته على سائر أهل بيت النبي عليهم السلام وكذلك فضل الحسن والحسين عليهما السلام من بعده وفضل الأئمة من ولد الحسين عليه السلام على غيرهم من كافة الناس، فوجب لذلك أن يكون المخلفون فينا من جملة الرسول صلى الله عليه وآله هم، دون (3) من سواهم على ما ذكرناه، وأنهم العترة للنبي صلى الله عليه وآله من جملة أهله لما بيناه.
ووجه آخر: وهو أن لفظ الخبر في ذكر العترة عموم مخصوص بما اقترن إليه من البيان من قوله عليه السلام: " إنهم لا يفارقون الكتاب " وذلك موجب لعصمتهم من الآثام ومانع من تعلق السهو بهم والنسيان، إذ لو وقع منهم عصيان أو سهو في الأحكام لفارقوا به القرآن فيما ضمنه البرهان.
وإذا (4) ثبتت (5) عصمة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده بواضح البيان ثبت أنهم المرادون بالعترة من ذكر الاستخلاف.

(1) مج: و.
(2) ط، مج: إذ لو.
(3) ط: دون.
(4) ط: فإذا.
(5) مج، ط: ثبت.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 » »»