إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم تقديم كان شيخ البطحاء أبو طالب الدرع الواقية لرسول الله صلى الله عليه وآله منذ بزوغ شمس الرسالة إلى يوم قبضه الله إليه، حيث وقف كالسد المنيع يحول بين الوثنية - وهي القوة العظمى التي كانت حينذاك تمسك بمقدرات العالم - وبين تحقيق أهدافها في وأد الرسالة السماوية والدعاة إليها.
وله في هذا السبيل مواقف مشهورة تفوق الاحصاء، وإجمالها يحتاج إلى كتاب مفرد، ولكن هذا التأريخ بدفتيه مفتوح بين يديك، ويكفيك أن تطالع فيه صفحات أيام الضغط على رسول الله صلى الله عليه وآله وذويه والمقاطعة الشاملة لهم، وحبسهم في " شعب أبي طالب " لترى أن أبا طالب كان الرجل الوحيد الذي تعهد حفظهم وحراستهم، وتكفل أرزاقهم.
وكفاك شاهدا على عظم منزلته عند الله ورسوله أن الرسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى، اشتد وجده وهاج حزنه بعد وفاة عمه وناصره أبي طالب، وسمى ذلك العام بعام الحزن، ولم يمكنه بعدها المقام بمكة فاضطر إلى الهجرة إلى المدينة المنورة.
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»