إيمان أبي طالب - الشيخ المفيد - الصفحة ١٩
فأيده رب العباد بنصره وأظهر دينا حقه غير باطل (1) ومن تأمل هذا المدح عرف منه صدق ولاء صاحبه لرسول الله صلى الله عليه وآله، واعترافه بنبوته، وإقراره بحقه فيما أتى به، إذ لا فرق بين أن يقول: محمد نبي صادق، وما دعا إليه حق صحيح واجب، وبين قوله:
فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل وفي هذا البيت إقرار أيضا بالتوحيد صريح (2)، واعتراف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة صحيح (3)، وفي الذي قبله مثل ذلك، حيث يقول

(١) هذه القصيدة مشهورة معروفة، رواها أهل الأدب والتاريخ والسير، وشرحها جماعة من العلماء كابن جني والبغدادي، وقال فيها ابن كثير: " هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا، لا يستطيع أن يقولها إلا من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى فيها جميعها " وهي مائة وأحد عشر بيتا.
أنظر ديوان أبي طالب: ٣ - ١٢، سيرة ابن هشام ١: ٢٩١ - ٢٩٩، الحجة على الذاهب: ٣٣٩ - ٣٤٣، العمدة: ٤١٢ " شرح نهج البلاغة ١٤: ٧٩، الطرائف: ٣٠١، البداية والنهاية: ٣: ٥١ - ٥٥، السيرة النبوية للذهبي: ٩٥، خزانة الأدب ١:
٢٥٢
- 261.
(2) (صريح) من ط، وفي " أ " بدلها كلمة غير واضحة.
(3) (صحيح) من ط.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»