الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٩٢
(رضي الله عنه) الذي قال النبي (صلى الله عليه وآله) من أراد أن يسمع القرآن غضا طريا كما أنزله الله تعالى فليسمعه من فم عبد الله بن مسعود، وبهذا كان يدعوه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه، ففي قراءته: (ان علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) (1)، وقوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) والمنذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والهادي علي (عليه السلام).
وقوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) والشاهد منه علي (عليه السلام).
وقوله عز وجل: (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لعلي بن دراع الأسدي وقد دخل عليه وهو محتب في جامع الكوفة فوقف بين يديه، فقال: قد أرقت مدى ليلتك، فقال له: ما أعلمك يا أمير المؤمنين بأرقي؟ فقال: ذكرتني والله في أرقك، فإن شئت ذكرتك وأخبرتك به فقال علي بن دراع: أنعم علي يا أمير المؤمنين بذلك، فقال له: ذكرت في ليلتك هذه قول الله (عز وجل): (عم يتساءلون، عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) فأرقك وفكرك فيه وتالله يا علي ما اختلف الملأ إلى بي وما لله نبأ هو أعظم مني، ولي ثلاثمائة اسم، لا يمكن التصريح بها لئلا يكبر على قوم لا يؤمنون بفضل الله (عز وجل) على رسوله وأمير المؤمنين والأئمة الراشدين.
اسمه في صحف شيث وإدريس ونوح وإبراهيم وبالسرياني: مبين،

(١) لا يخفى ان المتفق عليه بين المسلمين ان القرآن هو هذا الذي بين الدفتين لم يزد فيه ولم يغير شئ، وإن اختلاف القراءات في بعض الموارد، ووجود قراءة خاصة لاحد القراء لا يعني اختلاف نسخ القرآن، فالقرآن واحد.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست