الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٧٩
الأشهلي وأبي الطفيل عامر بن واثلة وسويد بن غفلة وسهل وعثمان وعثمان ابني حنيف ويزيد السلمي فحضرنا يوم جمعة ضحى فلما اجتمعنا بين يديه وأمير المؤمنين (عليه السلام) عن يمينه وامر (صلوات الله عليه) بان لا يدخل أحد وكان انس في ذلك الوقت خادمه فأمره بالانصراف إلى منزله ثم اقبل علينا بوجهه الكريم على الله وقال لنا أبشروا فان الله من علينا بفضله وعلم ما في أنفسنا من الخلاص له والايمان به والاقرار بوحدانيته وبملائكته وكتبه ورسله وعلم وفاكم الجنة بغير حساب أنتم ومن كان كما أنتم عليه من مضى ومن يأتي إلى يوم القيامة.
قال جابر فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبشرنا ويحدثنا ودموعه تجري ودموعنا تهطل لبكائه ولفضل الله علينا ورحمته لنا ورأفته بنا فسجدنا شكرا لله واردنا الكلام فقطعتنا عنه الرقة والبكاء فقال لنا فان بكيتم قليلا لنضحككم كثيرا واني أبشركم بما اعلمه منكم انكم تحبون مسألتي عنه ولو فقدتموني وسألتم أخي عليا لأخبركم به فجهرنا بالبكاء والشكر والدعاء فقال لنا (عليه السلام) تحاولون مسألتي عن بد وكوني واعلموا رحمكم الله ان الله تقدست أسماؤه وجل ثناؤه كان ولا مكان ولا كون معه ولا سواه أحد في فردانيته صمد في أزليته مشئ لا شئ معه فلما شاء ان يخلق خلقني بمشيئته واردته لي نوزا وقال لي كن فكنت نورا شعشعانيا اسمع وابصر وانطق بلا جسم ولا كيفية ثم خلق مني أخي عليا ثم خلق منا فاطمة ثم خلق مني ومن علي وفاطمة الحسن وخلق منا الحسين ومنه ابنه علي وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه جعفرا وخلق منه ابنه موسى وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه الحسن وخلق منه ابنه سميي وكنيي ومهدي أمتي ومحي سنني ومعدن ملتي ومن وعدني ان يظهرني به على الدين كله ويحق به الحق ويزهق به الباطل ان الباطل كان زهوقا ويكون الدين كله واصبا فكنا أنوارا بأرواح واسماع وابصار ونطق وحس وعقل وكان الله الخالق ونحن المخلوقون والله المكون
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست