شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٥٩
ولكنه انصرف إلى أشكاله فرد في أشغاله» وفيه حث بليغ على الصبر عند ورود المصائب وزجر عن الجزع بنزول النوائب وفي بعض النسخ «يعينه الله» وهو أيضا ضعيف لما مر (ومن يتوكل على الله فحسبه الله) كما قال تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أي من توكل على الله وانقطع عن غيره ورجع إليه بصدق النية فالله حسبه وكافيه في إيصال النفع ودفع الضر لأن الوكيل إذا كان أمينا عالما حكيما قادرا يفعل لموكله كل ما هو خير له بالضرورة (ولا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه) نهى عن إرضاء المخلوق بما فيه سخط الله وغضبه والمساهلة معهم فيما هو خلاف مراد الله تعالى طلبا لرضائهم كاتباع السلاطين والجائرين في جورهم وأقوالهم وأفعالهم والثناء لهم والتكلم على وفق مرادهم والنصرة لهم ويندرج فيه الحمية بالباطل للحميم وشهادة الزور ورعاية أحد المتخاصمين لصداقته وموافقة الرفقاء في الغيبة ليرضوا عنه ويميلوا إلى صحبته (ولا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من الله) نهى عن التقرب من الخلق والتوسل بهم فإنه سبب للبعد من الله ولابد من حملهم على من ليسوا من أهل التقرب بهم فإن التقرب بالأولياء والعلماء والصلحاء الذين هم وجه الله تعالى تقرب إلى الله كما دلت عليه الروايات المعتبرة ولما كان المذكور دالا على النهي عن طاعة الخلق وطلب مرضاتهم والغرض منه طلب طاعة الله وطلب مرضاته علله بقوله:
(فإن الله عز وجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيرا ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتباع مرضاته) لعل المراد بالخير الأعم منهما والمراد أنه ليس بين الله وبين الخلق شيء يوجب الوصول إلى الخير ودفع الشر إلا طاعته واتباع مرضاته وهما لا يتحققان فيمن تقرب بشرار الخلق وطلب رضاهم بما فيه سخط الله تعالى، ثم رغب في الطاعة بذكر ثمرتها التي هي أعظم الثمرات وأكمل الفوائد بقوله (إن طاعة الله) فيما أمر ونهى (نجاح من كل خير يبتغى) أي يطلب في الدنيا والآخرة (ونجاة من كل شر يتقى) أي يحترز منه فإن المطيع لله فائز بكل خير وعده للمطيعين وناج من كل شر أوعده للعاصين ثم علل الحكمين بأن المطيع في وقاية الله بفضله وإن لم يقصد من الطاعة ذلك والعاصي لا يقدر على الامتناع من عقوبته كما أشار إليه بقوله (وإن الله عز ذكره يعصم من أطاعه) أي يحفظه ويقيه عن كل مكروه وشر (ولا يعتصم به) أي يمتنع بالله (من عصاه) لعدم قدرته عليه وعدم وجود ما يعتصم به عن الطاعة، ولما بقي احتمال آخر وهو أن يهرب من الله أشار إلى امتناع هذا الاحتمال بقوله (ولا يجد الهارب من الله مهربا) إذ كل مهرب يفرض فهو داخل في قدرة الله وسلطانه، وبالجملة تخلص العاصي إما بامتناعه وقدرته أو بفراره ولا يتصور شيء منهما هنا ثم أشار على سبيل التأكيد إلى الخلق مسخر لأمره تعالى بقوله (وأن أمر الله نازل ولو كره الخلائق) وليس لهم الإباء عن نزوله وإن لم يوافق طباعهم وإذا كان كذلك وجب
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481