شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٥٨
الشيء إذاعته وتشهيره ليقوله الناس وضمير به راجع إلى الموصول والكذبة مصدر، ولعل المراد بها كذبة نفسه يقال: كذبته نفسه إذا منته الأماني وخيلت إليه من الآمال فتنشطه وتبعثه على نقل ما يفضي إليها من الأعمال، ولعل المراد أن من أراد بعمله المشتغل به السمعة أو أظهر عمله الذي فعله في السر ليسمعه الناس ويحمدوه عليه يشهر الله به أمانيه وآماله ويظهر للناس غرضه وأن عمله كان للسمعة والرياء ولم يكن خالصا لله أو المراد أن من ذكر لنفسه عملا لم يفعله ونسب إلى نفسه خيرا لم يصنعه يشهر الله بين الناس كذبه ويفضحه (ومن يتول الدنيا يعجز عنها) فإن أمورها جلها أو كلها صعب إما بالذات أو لكثرة الموانع وإليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «من ساعاها» أي سعى للدنيا «فاتته» قيل: أقوى أسباب الفوت أن تحصيل الدنيا أكثر ما يكون بمنازعة أهلها ومجاذبتهم إياها ومن البين أن ثوران الشهوة والغضب والحرص عند المجاذبة للشيء وقوة منع الإنسان له سبب لتفويت بعضهم له على بعض وفيه تنبيه على وجوب ترك الحرص عليها والإعراض عنها إذ كان فواتها اللازم عن شدة السعي فيها مكروها للسامعين.
(ومن يعرف البلاء يصبر) لأنه عاقل حيث يعرف أنه من تقدير الرب تبارك وتعالى على العبد لمنافع تعود إليه فلا محالة يصبر عليه أو المراد أن من يعرف البلاء قبل نزوله وهيأ نفسه لقبوله يصبر بعد وصوله كما يرشد إليه بعض الروايات (ومن لا يعرفه ينكل) أي يجبن ويضعف وفيه أمر بحسن الاستعداد لقبوله لئلا يعجز عند نزوله (والريب كفر) أي الشك في أصول الدين وفروعه أو في نصح الإمام العادل أو القلق والاضطراب لدى الحق كفر (ومن يستكبر يضعه الله) أي من يستكبر على الله وعلى الرسول وأولي الأمر في قبول الأمر والنهي والطاعة أو على المؤمنين أو على قبول الحق مطلقا يضعه الله في الدنيا والآخرة (ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه الله) دل بالأول من الشكل الأول على أن من يطع الشيطان يعذبه الله أما الصغرى فظاهرة لأن أمر الشيطان مخالف لأمر الله وأما الكبرى فينبغي تقييدها بعدم التوبة والعفو والإحباط والتكفير أو بتخصيص الطاعة بما يقتضي الكفر ومن يشكر يزده الله الشكر ربط الظاهر والباطن بالمنعم الحق صرفهما فيما خلقا له، وهو تابع لمعرفته وسبب لزيادة النعمة والطاعة كما قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وفي بعض النسخ «يزيده الله» وهو ضعيف لأن الشرط والجزاء إذا كانا مستقبلين كان الأحسن جزم الجزاء فرفعه ضعيف.
(ومن يصبر على الرزية يعنه الله) بالتوفيق للخيرات كلها والوصول إلى أعلى مقامات الرضا بقضاء الله والصبر يفضي إلى غاية الكمال وإليه يرشد ما نقل من أنه يقول الله تعالى «لو أن ابن آدم قصدني في أول المصائب لرأى من العجائب ولو انقطع إلي في أول النوائب لشاهد مني الغرائب
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481