10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الفحش والبذاء والسلاطة من النفاق.
* الشرح:
قوله (إن الفحش والبذاء والسلاطة من النفاق) السلاطة «دراز زبان شدن»، وهي مصدر سلط بالضم، يقال: امرأة سليطة أي: صخابة، ورجل سليط: حديد اللسان شديد الكلام، وهذه الصفات متقاربة، وانما كانت من النفاق لأن النفاق مرض قلبي يغيره على المؤمنين ويبعثه على إيذائهم، وأيضا أصحاب هذه الصفات يتلونون ألوانا ويتغيرون في أقوالهم وأفعالهم من حال إلى حال بحسب أغراضهم الفاسدة وتتشعب أقوالهم وأفعالهم بحسب تشعب أغراضهم ويؤذون المؤمنين، كالمنافق إذ المنافق لا يلزم خلقا واحدا بل تارة يكون صادقا وتارة يكون كاذبا وتارة يكون وفيا وتارة يكون غادرا ومع الظالمين ظالم ومع العادلين عادل.
11 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يبغض الفاحش البذيء والسائل الملحف.
* الشرح:
قوله (إن الله يبغض الفاحش البذيء والسائل الملحف) ألحف السائل في المسألة الحافا: إذا ألح فيها ولزمها وكرر السؤال من الخلق بدلا عن السؤال من الرب فيبغضه الله تعالى لدناءة همته ونقصان عقيدته حتى أعرض عن الغني الكريم وسأل الفقير اللئيم، وأنشد بعضهم:
الله يبغض إن تركت سؤاله * أما ابن آدم حين يسأل يغضب وترى في عرف الناس أن عبد الإنسان إذا سأل غير مولاه يمقته مولاه لجره إليه عارا بسؤال غيره، ولهذا المعنى أو لغيره ورد في المسألة وتحريمها وكراهتها ما ورد من الأخبار الدالة على ذم السائل ولو مرة واحدة فكيف بالسائل إذا كان ملحفا في السؤال مبرما في الطلب جاعلا له حرفة فإنه أشد مقتا وأعظم بغضا لقوة حرصه وعماه عن ربه حتى اشتغل عن مسألة كريم يحب الملحين في الدعاء وألحف بسؤال لئيم يكلح وجهه عند السؤال ويبخل بالبذل والعطاء، وفيه ذل لنفسه وعار لمولاه.
12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعائشة: يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء.
* الشرح:
قوله (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعائشة يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء) روى