شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٩٨
مؤمنا. أما الأول فلما مر، وأما الثاني فلقوله تعالى: (ومن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون» «ومن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون».
قوله: (قال الله عز وجل إن المنافقين هم الفاسقون) دليل على جعلة منافقا إذ حصر الفاسق في المنافق يدل على أن كل فاسق منافق.
قوله: (وليست تشهد الجوارح على مؤمن - ألخ) هذا صريح في أن شهادة الجوارح مختصة بالكافرين كما ذهب إليه بعض المفسرين وماله إليه الشيخ بهاء الملة والدين في الحديث الخامس من الأربعين والظاهر أن شهادتها بطريق النطق والقادر الذي أقدر اللسان على النطق قادر على انطاقها واقدارها عليه ويحتمل أن يكون بلسان الحال فإن كان عضو لما كان مباشرا لفعل من الأفعال كان حضور ذلك العضو وما صدر عنه في علم الله بمنزلة الشهادة القولية بين يديه وهذا الاحتمال بعيد جدا بل يأباه ظاهر الآية.
قوله: (ولا يظلمون فتيلا) الفتيل ما يكون في شق النواة من الخيط وقيل ما يفتل بين الإصبعين من الوصخ وهو كناية عن نفي الظلم مطلقا.
قوله: (وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء) الظاهر أنه لم يذكره لبيان السابق إذ لا تعلق له به بل ذكره لبيان الواقع والأشعار بأن سبيلا في آية النساء هو الجلد الذي في آية النور لأن القران بعضه يفسر بعضا والراسخون في العلم يعرفونه بالهام إلهي وتعريف نبوي.
قوله: (واللاتي يأتين الفاحشة - الخ) قيل المراد بالفاحشة الزناء وقيل المساحقة وبالإمساك منعهن عنها أو حبسهن في البيوت فجعلها سجنا عليهن ولعل المضاف إلى الموت محذوف أي ملك الموت والسبيل هو الجلد ولم يذكره استغناء بقوله (الزانية والزاني فاجلدوا».
قوله: (ولا تأخذكم بهما رأفة» قال الفاضل الأردبيلي هي تدل على تحريم ترك الحد أو البعض منه كما أو كيفا رحمة لهما بل مطلق الرحمة بأن يقال مسكين عذبوه، أو حصل له عذاب كثير ونحو ذلك بالجملة الرحمة في دين الله أي طاعته وحكمته بخلاف مقتضاه حرام بل يفهم أنها تسلب الإيمان بالله واليوم الآخر يعني أن المؤمن بهما لا يفعل ذلك، وفي حضور طائفة عند إقامة الحد زيادة في التنكيل فإن التفضيح ينكل أكثر ما ينكل التعذيب، والطائفة قيل: أقلها ثلاثة وقيل: اثنان وقيل أربعة وقيل واحد وقيل جميع يحصل به التشهير. (1)

1 - قوله «يحصل به التشهير» هذا الحديث بطوله رد على المرجئة وهم كانوا جماعة في صدر الإسلام يرون أنه لا يضر مع الإيمان شيء من عمل الجوارح كما مر مرارا فهم نظير جماعة من عوام الشيعة يزعمون السعادة الاخروية تنحصر في ولاية أهل البيت (عليهم السلام) ولا يضر مع ولايتهم ترك العبادات وارتكاب المناهي والقبائح ومثلهم جماعة من الزنادقة المتظاهرين بالإسلام يطمعون أن يعدهم المسلمون من جماعتهم ويصافوهم المودة ويعاونوهم في مقاصدهم يقولون بأفواههم نحن مسلمون وإن تركوا الصلاة والصوم وسائر ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويستهزؤون بأكثر أحكامه ويجدون في نقضها ونسخها وبيان الحجة التي أقامها الإمام (عليه السلام) أنه لو كان الإيمان بلا عمل سببا للنجاة في الآخرة لم يكن فائدة في تتابع الأنبياء واحدا بعد واحد ونسخ شريعة بأخرى وتعذيب من يبقي على الدين المنسوخ ولا يؤمن بالدين الناسخ فقد نسخ المسيح (عليه السلام) سبت اليهود وبعض أحكامهم وعذب اليهود لعدم إيمانهم به مع أن جميعهم كانوا على نفي الشرك ولم يكن الإيمان بالنبي إلا مقدمة للعمل بشريعته، وأيضا ورد في آيات كثيرة في السور المكية الاكتفاء بالإيمان ونفي الشرك في النجاة ولكن في السور المدنية آيات في مؤاخذة الناس في الآخرة بعمل الجوارح وإن لم يكونوا مشركين هي ناسخة للآيات المكية وصارت المنسوخة لأصحاب الارجاء من المتشابهات التي يتمسك بها الذين في قلوبهم زيغ. (ش)
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428